أنشدنا أبو حفص عمر بن عليّ بن قُشَام الحَلَبِيّ، قراءةً عليهِ بها، قال: أنْشَدَنا الحافِظُ أبو بَكْر مُحَمَّد بن عليّ بن ياسر الجَيَّانيِّ الحافِظ، قال: أنشدني أبو القاسم زاهر بن طاهر، قال: أخبرنا أبو الحُسَين البَحِيْرِيّ، قال: أنشدنا مُحَمَّد بن الحُسَين بن مُوسَى السُّلمِيِّ، قال: أنشدني محمد بن الحُسين البغداديُّ، قال: أنشدني المُتَنَبِّي (١): [من الطويل]
فذَا اليَوْمِ في الأيَّامِ مِثْلُكَ في الوَرَى … كما كُنْتَ فيهم أوْحَدًا كان أوْحَدَا
أخْبَرَنا الشَّيْخ الصالح أبو محمد عبد الرحمن بن عبد الله بن عُلْوَان الأسَديُّ، قال: أخبرنا محمد بن محمد بن عبد الرحمن أبو عبد الرحمن الخطيب، قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن منصور بن محمد السَّمْعَانيّ، قال: سمعتُ الشَّيْخ أبا الحسن عليّ بن أحمد المدينيّ، قال: سمعتُ أبا عبد الرحمن السُّلَمِيّ، قال: سمعتُ السَّيِّدَ أبا الحَسَن مُحَمَّد بن أبي إسماعيل العَلَويِّ يقول: دخل المُتَنَبِّي على الأُسْتاذ الرئيس أبي الفَضْل مُحَمَّد بن الحُسَين، وبينَ يَدَيْهِ مَجَامِرُ من آسٍ ونَرْجِس، قد أُخْفِي فيها مواضع النَّار، لا تُرَى النَّار، ويُشَمُّ رائحة النَّدِّ، فقال: يا أبا الطَّيِّب، قُل فيهِ شيئًا! فأنْشَأَ يَقُول (٢): [من المتقارب]
أحَبُّ الّذي حبَّتِ الأنْفُسُ … وأَطْيَبُ ما شَمَّهُ المَعْطِسُ
ونَشْرٌ من النَّدِّ لكنَّهُ … مَجَامِرُهُ الآسُ والنَّرْجِسُ