للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولَسْتُ أرَى وَهَجًا هَاجَهُ … فهل هَاجَهُ عِزَّكَ الأَقْعَسُ

وإنَّ الفِئَامَ (a) الّتي (b) حَوْلَهُ … لتَحْسُد أقدامَهَا الأرْؤسُ

أخبرنا أبو محمد عبد العزيز بن محمود بن الأخضر البغدادي في كتابه، قال: أخبرنا الرئيس أبو الحسن علي بن علي بن نصْر بن سعيد البصريُّ، قال: أخبرنا أبو البركات مُحَمَّد بن عبد الله بن يحيى الوكيل، قال: أخبرنا عليّ بن أيُّوب بن الحُسَين بن السَّارْبَان، قال (١): وخرجَ -يعني المُتَنَبِّي- من شِيْرَاز لثمانٍ خَلَوْنَ من شَعْبان قاصدًا إلى بَغْدَادَ ثمّ إلى الكُوفَة، حتَّى إذا بلغ دَير العَاقُول، وخرج منهُ قدر ميْلَين، خرجَ عليه فُرْسانٌ ورجَّالةٌ من بني أسد وشَيْبَان، فقَاتلَهُم مع غُلَامَيْن من غِلْمَانهِ سَاعةً وقَتلُوه، وقُتِلَ معَهُ أحَدُ الغُلامَيْن وهربَ الآخرُ، وأخَذُوا جَميعَ ما كان معهُ، وتَبعهم ابنُهُ المُحَسَّد طلبًا لكثب أبيه فقتلوهُ أيضًا، وذلك كُلُّه يوم الاثنين لثمانٍ بقين من رمضان سنة أربع وخمسين وثلاثمائة.

أنْبَأنَا زَيْد بن الحَسَن الكِنْدِيّ، قال: أخْبَرَنا أبو مَنْصُور بن زُرَيْق، قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن عليّ بن ثابت الخطيب (٢)، قال: خرج المُتَنَبِّي إلى فارس من بغداد فمدح عضد الدولة، وأقام عنده مدّةً مديدةً (c)، ثم رجع يريد بغداد، فقُتل في الطريق بالقرب من النُّعمانيَّة في شهر رمضان سنة أربع وخمسين وثلاثمائة.

وقرأتُ في تاريخ أبي محمد عبد الله بن أحمد الفرغانيّ (٣): لمَّا هرب المُتَنَبِّي


(a) الأصل: القتام، وبإهمال المثناة الفوقية، والمثبت موافق لما في ديوانه. والفئام: الجماعة من الناس. لسان العرب، مادة: فام.
(b) الأصل: الذي.
(c) في تاريخ بغداد: وأقام عنده مُديدة!

<<  <  ج: ص:  >  >>