وقَرأتُ في جُذَاذَة طِرْس مَطْرُوح في النّسْخَة الّتي وَقَعَتْ إليَّ بَسَماعِ جَدِّ
جَدِّ أبي القاضي أبي الحَسَن أحمد بن يحيى بن زُهَيْر بن أبي جَرَادَة، من شِعْر
المُتَنَبِّي على مُحَمَّد بن عبد الله بن سَعْد النَّحْويِّ الحَلَبيِّ، وفيها مَكْتُوب بغير خَطّ
النُّسْخَة: المُتَنَبِّي أبو الطَّيِّب أحمد بن الحُسَين، عاد من شيراز من عند فَنَّاخُسْرُو
وابن العَمِيْد وزِيره بأموال جَزِيْلة، فلمَّا صَار بالصَّافِيَةِ من أرْض وَاسِط وقع به
جماعة من بني أسد وغيرهم فقتلُوه وخمسة (a) غلمان كانوا معه وولده، وسَلَبُوا
المالَ، وذلك في شَوَّال من سنة أربعٍ وخَمْسِين وثلاثمائة، وكان المُتَوَلِّي لقَتْله
رَجُل منهم يقال له فاتكُ بن أبي جهل، وهو ابن خَالةِ ضبَّة الّذي هَجَاهُ المُتَنَبِّي،
وكان على شَاطئ دِجْلَة (١).
وسَمِعْتُ والدي رَحِمَهُ اللهُ يقول لي: بلغَني أنَّ المُتَنَبِّي لما خرج عليه قُطَّاع الطَّريق ومعه ابنُهُ وغِلْمَانهُ أراد أن ينَهزم، فقال له ابنُهُ: يا أبَهْ، وأين قَوْلُك (٢): [من البسيط]
فقال له: قَتَلْتَني يا ابن اللَّخْنَاءِ، ثُمّ ثَبَتَ وقاتل حتّى قُتِلَ.
سَيَّرَ إلىَّ الشَّريفُ الأجَلّ العَالِم تاجُ الشَّرَف شَرَف الدِّين أبو عبد الله مُحَمَّد بن عبد الرَّحمن بن عليّ الحُسَيْنيّ جُزءًا بخَطِّه في مقتل أبي الطَّيِّب، كتب فيه ما نقلتُه وصُوْرتُه: نَقَلْتُ من خَطِّ أبي بَكْر مُحَمَّد بن هاشم الخالديّ، أحد الخالديَّين، في آخر النُّسْخَة الّتي بخَطِّه من شِعْر أبي الطَّيِّب المُتَنَبِّي ما هذه صُوْرته: ذِكْرُ مقْتله، كُنَّا كتَبْنا إلى أبي نَصْر مُحَمَّد بن المُبارَك الجَبُّليِّ نسألُه شرح ذلك، وهذا