للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

طُوْلُون في جَيْشٍ، فقَدِمَ حَلَب في وَقْت ارْتِفَاع النَّهَار من يَوْم الاثْنَين لاثْنَتي عَشرة لَيْلَة بَقِيَتْ من شْهر رَبيع الآخر من سَنَة إحْدَى وسَبْعِين ومَائَتَيْن، وقَدِمَ إليها على طَريق بَالِس وعلى بَرِّيَّة خُسَاف حتَّى نَزَلَ النَّاعُورَة، ثمّ دَخَلَ حَلَب، ثمّ خَرَج منِ حَلَب إلى قِنَّسْرِيْن، ثمّ تَوَجَّه إلى شَيْزَر، ثمّ إلى حَمَاة إلى أنْ انتَهى إلى الرَّمْلَة، وجرَى بينَهُ وبينَ ابن طُوْلُون وَقْعَة الطَّوَاحين، وانهَزَمَ ابن طُوْلُون إلى مِصْر، ثمّ عادت النُّصْرة لعَسْكر ابن طُوْلُون على أبي العبَّاس فعاد مَفْلُولًا حتَّى وَصَلَ أنْطَاكِيَة، ثمّ خَرَجَ منها إلى بَغْرَاس، ثمّ نَفَذَ إلى المِصِّيْصَة، ثمّ إلى أذَنَة، ثمّ إلى طَرَسُوس، ثمّ عاد إلى المِصِّيْصَة، ثمّ إلى الكَنِيْسَةِ السَّوْدَاء، ثمّ نفَذَ إلى مَرْعَش، ثمّ إلى كَيْسُوم، ثمّ إلى حِصْن مَنْصُور، ثمّ إلى سُمَيْسَاط، ثمّ خَرَجَ إلى الرُّهَا وتَوَجَّه إلى بَغْدَاد.

ذكَر ذلك سِنَان بن ثَابِت في سِيْرة المُعْتَضِد، ونقَلَهُ من خَطِّ أحْمَد بن الطَّيِّب السَّرْخَسِيَّ، وذكَرَ فيه المَراحل الّتي نَزَلها أبو العبَّاس من يَوْم خَرَجَ من بَغْدَاد إلى أنْ عادَ إليها من وَقْعَة الطَّوَاحِين.

وأمَّا القدَمَة الثَّانيَة؛ فقَدِمَهِا وهو خَلِيفَة خَلْفَ وَصِيْف الخَادِم وفد فارَق مَوْلاه الَأفْشِين من بَرْدَعَة عَاصِيًا، ومضَى إلى الثُّغُور وخَلَعَ الطَّاعَة، فسارَ خَلْفه، وجَدَّ في السَّير، وقَدِمَ حَلَب في طَريقه في سَنَة سَبْعٍ وثمانين، فلَحِقَهُ بعَيْن زُرْبَة، وقَبَض عليه، وأحْرق السُّفُن، ونَزَلَ المِصِّيْصَة، ثمّ عاد إلى أنْطَاكِيَة، ثمّ إلى حَلَب، ثمّ تَوَجَّه إلى بَغْدَاد.

وكان المُعْتَضِد من أَشْجَع الخُلفَاء، وأعْظمهم هِمَّةً، وأحْسَنهم سِيْرة، وأكْملهم رأيًا، وأكْرَمهم نَفْسًا، وأكْثَرهم عَدْلًا.

وحَدَّثَ عن يَزِيد بن سِنَان، وأبيهِ أبي أحْمَد المُوَفَّق، رَوَى عنه إسْمَاعِيْل بن إسْحاق القَاضِي، وابن ابنه مُحَمَّد بن عليّ المُكْتَفِي، وأظُنُّ أنَّ المُعْتَضِد سَمِعَ كتاب السُّنَن من أبي دَاوُد السِّجِسْتَانِيّ.

<<  <  ج: ص:  >  >>