للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بها، ورَفْعُهُ المَكْسَ الّذي كان يُجْتَبَى بمَكّة والمَدِيْنَة، والخِفَارات بطَرلِق المَوْصِل، ورَفْعُهُ البَقَايا الّتي كانت على العُمَّال والرَّعِيَّة في جميع البُلْدان.

قال أبو بَكْر الصُّوْلِيّ في كتَاب الأوْرَاق: وفي تأخير الخَرَاج والنَّوْرُوز يقُول يَحْيَى بن عليّ: [من الخفيف]

إنَّ يَوْم النَّوْرُوز عادَ إلى العَهْـ … ــدِ الّذي كان سَنَّهُ أَرْدَشِيْرُ

أنت حَوَّلْتَهُ إلى الحالهِ الأوْ … لى وقد كان حَائراً يَسْتَديرُ

وافتتَحت الخَرَاجَ فيه فللأُمَّـ … ــة في ذاك مَرْفقٌ مَذْكُورُ

منهم الحَمْدُ والثَّنَاءُ ومنكَ الـ … ـــرَّفْدُ فيهم والنَّائلُ المَشْكُور

قال الصُّوْلِيّ: وكان الحُسَين بن عبد الله الجوهَرِىِّ جاءَ بهَدَايا من عند خُمَارَوَيْه بن أحْمَد، وسَعَى في تَزْوِيج ابنهَ خُمَارَوَيْه من عليّ ابن المُعْتَضِد، فقال المُعْتَضِدُ: قد علمت إنَّما أراد خُمَارَوَيْه أنْ يتَشرَّف بنا، فأنا أتزوَّجها، فتزوَّجها بحَضْرَهَ القُضَاةِ، وزوَّجَهُ إيَّاها ابن الجَصَّاص.

قُلتُ: ويقال إنَّهُ لم يِكن عُرْس مثل عُرْس قَطْر النَّدَى والمُعْتَضِد، وبُوْرَان بنْت الحَسَن بن سَهْل وعبد الله المَأْمُون.

وقال الصُّوْلِيِّ: ولمَّا وَلِيَ المُعْتَضِد الخِلَافَة، أمرَ بالِزِّيادَة في المَسْجِد الجامع بالمَدِيْنَة، وأمَرَ بتَسهيل عَقَبة حُلْوان، وقال: هذا طَريق المْلْك، فسُهِّلت إلى المَوضِع المَعْرُوف بدَهْلِيْزَان، وكان النَّاس يلقونَ منه تَعَباً شَديْداً، فبَلَغَت النَّفَقَة عشرين ألف دِيْنار عليهما، وأمرَ بردِّ المَوَارِث على ذَوِىِ الأَرْحَام في آخر سَنة ستٍّ وثمانين بكتاب ابن أبي خَازِم القَاضِي إلى أبي النَّجْمِ بعد أنْ سَأله بَدْر عمَّا عنده فيهِ، وأُنْشْئت الكُتُب بذلك، وما فَعَلهُ في أمر النّوْرُوز وتأخيره لتأخير الخَرَاج، وإنَّما احْتَذَى ما كان المُتَوَكِّل فَعله، وكَتَبَ فيهِ إبْراهيم بن العبَّاس

<<  <  ج: ص:  >  >>