للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الصُّوْلِيِّ كِتَاباً بتأخيره إلى سَبْعة عَشرِ يَوْماً من حَزيْرَان، فاحْتذَى المُعْتَضِد ذلك إلَّا أنَّه جَعَلهُ لأحد عشر يَوْماً من حَزِيْرَان.

أنْبَأنَا أبو اليُمْن زَيْد بن الحَسَن الكِنْدِيّ، قال: أخْبَرَنا أبو مَنْصُور القَزَّاز، قال: أخْبَرَنا أحْمَد بن عليّ (١)، قال: أخْبَرَنا عليُّ بن المُحَسِّن بن عليّ التَّنُوخِيّ (٢)، قال: أخْبَرَنا أبي، قال: حَدَّثَني أبي، قال: لمَّا خَرَجَ المُعْتَضِد إلى قتالِ وَصِيْف الخَادِم إلى طَرَسوس، وأخَذَهُ، عادَ إلى أنْطَاكِيَة، فنَزلَ خرجَها، وطافَ البَلَد بجَيْشِه، وكُنْتُ صَبِيًّا إذ ذاك في المَكْتَب، قال: فخَرَجْتُ في جُمْلَةِ النَّاس، فرَأيتُهُ وعليه قَبَاءٌ أصْفَر (a)، فسَمعْتُ رَجُلًا يقُول: يا قَوْم، الخَلَيفَةُ بقَبَاءً أصْفَر بلا سَوَاد! قال: فقال أحَدُ الجَيْش: هذا كان عليه وهو جَالسٌ في داره ببَغْدَاد، فجاءَهُ الخَبَرُ بعِصْيان وَصِيْف، فخرَجَ في الحال عن (b) داره إلى باب الشَّمَّاسِيَّةِ، فعَسْكَر به، وحَلَفَ أنْ لا يُغَيِّر هذا القَبَاءَ أوِ يَفْرغ من أمر وَصِيْف، وأِقامَ بباب الشَّمَّاسِيَّة أيَّاماً حتَّى لحقَهُ الجَيْشُ، ثمّ خرج، فهو عليه إلى الآن ما غَيَّرَهُ.

أخْبَرَنا أحْمَد بن أزْهَر بن عَبد الوَهَّاب في كتابهِ، عن أبي بَكْر مُحَمَّد بن عَبْد البَاقِي الأنْصَاريّ، قال: أنْبَأنَا أبو القَاسِم عليّ بن أحْمَد البُنْدَار، عن أبي أحْمَد المُقْرِئ، قال: أخْبَرَنا مُحَمَّد بن يَحْيَى إجَازةً، قال: وشَخَصَ المُعْتَضِدُ من بَغْدَاد فِيِ النِّصْف من شَوَّال سَنَة سَبْعٍ وثمانين لطَلَب وَصِيْف الخَادِم، وكان خَبَره وردَ عليه وهو عَلِيْل، فكَتمِ علَّتَهُ وأغَذَّ السَّير إلى أنْ ظَفر بهِ لسَبْعٍ بَقِينَ من ذي القَعْدَة، ودَخَل به إلى بَغْداد في أوَّل المُحَرَّم سَنَة ثمانٍ وثَمانِيْن ومَائتَيْن، وأرْكب الخَادِم الفَالِج، وألبس بُرْنُساً طَويلاً.

قال مُحَمَّد بن يَحْيَى: حَدَّثَني أبو أحْمَد يَحْيَى بن عليّ، قال: قال لنا المُعْتَضِد:


(a) زاد في النشوار: بلا سواد.
(b) نشوار المحاضرة: من.

<<  <  ج: ص:  >  >>