للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يا سَائلي عن طَعْمِهِ … ألفَيْتُهُ مُرَّ المَذَاق

جِسْمِي يذوبُ ومُقْلَتي … عَبْرَى وقَلْي ذُو احْتراق

مالي أَليفٌ بعدَكُم … إلَّا اكْتِئابي واشْتِيَاقي

فاللهُ يحفَظُكم جَمِيْـ … ـــعاً في مُقَامي وانْطلاقي

قال الصُّوْلِيّ: وكانت دُرَيْرَة جَارِيَة المُعْتَضِد مَكِيْنَة عندَهُ؛ لها مَوضع من قَلْبه، فتُوفِّيَت، فجَزِعَ عليها جزَعًا شَدِيْداً، ومن شِعْر المُعْتَضِد فيها لمَا ماتتْ، أنْشَدنيهِ مُحَمَّد بن يَحْيَى بن أبي عَبَّادٍ، وكان إبْراهيم بن القَاسِمِ بن زُرْزُر المُغَنِّي يُغَنِّي منه بَيْتَيْن، ويقُول: الشِّعْر واللَّحْن للمُعْتَضِد طرحَهُ عليَّ (١): [من مجزوء الرمل]

يا حَبيباً لم يَكُنْ يَعْـ … ـــدِلُهُ عندِي حَبِيْبُ

أنْتَ عن عَيْني بَعِيْدٌ … ومن القَلْب قَرِيْبُ

ليسَ لي بَعْدَكَ في شـ … ــيء من اللَّهْو نَصِيْبُ

لكَ من قَلْبي على قَلْـ … ــبي وإنْ بِنْتَ رَقِيْبُ

وحِيَالي منكَ مُذ غِبْـ … ـــتَ خَيَال ما يَغِيْبُ

لو تَرَاني كيفَ لِى بَعْـ … ــدَكَ عَوْلٌ، ونَحِيْبُ

وفُؤادي حَشْوُهُ من … حُرَقِ الحُزْنِ لَهِيْبُ

لتيَقَّنْتَ بأنِّي … فيكَ مَحْزُون كَئِيْبُ

ما أرَى نَفْسِي وإنْ سَلَّيْتُـ … ـــها عنكَ تَطِيْبُ

لي دَمْعٌ ليسَ يَعْصِيْنـ … ـــي وصَبْرٌ ما يَجِيْبُ


(١) الأبيات في مرآة الزمان ١٦: ٢٧١ - ٢٧٢، ونهاية الأرب للنويري ٢٢: ٣٧٤ - ٣٧٥، والبداية والنهاية لابن كثير ١١: ٩٢، وتاريخ الخلفاء للسيوطي ٥٩٣ - ٥٩٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>