للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بسم الله الرحمن الرحيم

وبه ثقتي

قال الصُّوْلِيّ: ومن شِعْر المُعْتَضِد: [من مجزوء الكامل]

ضَاعَ الفِرَاقُ فلا وَجَدْتُهْ … وأتَي الحَبِيْبُ فلا فَقَدْتُهْ

واهْتَاجني لمَّا أتَى … شَوْقٌ إليهِ فاعْتَنَقْتُهْ

أنْشَدنيهِ يَحْيَى بنُ عليّ، قال: أنْشَدَنيهِ المعتَضِد لنَفْسِه، وقال: اصدُقْني عنهُ، فحلَفْتُ له أنَّهُ من حَسَنِ الشِّعْر ومَلِيْحه.

قال الصُّوْلِيّ: واعْتَلَّ المُعْتَضِد في سَنَة تِسْعٍ وثمانين، ولم يزَل عليْلًا مُذ وَقْت خُرُوجهِ إلى الخَادِم، وتزايدَت علَّتُهُ.

قال: حَدَّثَني جَابِرُ وسَعْدُ بن غَالِب المُتَطَبِّبان أنَّ عِلَّته كانتْ فسَاد مزَاجِ وجَفَافًا من كَثْرة الجِمَاع، وكان دَواؤُه أنْ يُقِلَّ الغذَاءَ ويُرطب بَدَنَهُ قَليلًا قَليلًا ولا يَتْعَب، فكان يَسَتْعْمل ضدَّ هذا وِيُرِيْهم أنَّهُ يَحْتَمِي، فإذا خَرَجُوا، دَعا بالجُبْن والزَّيتون والسُّمُوك والصَّحَانَي، فلم يَزَل كذلكَ إلى أنْ سَقَطَتْ قوَّتُه، واشْتَدَّتْ علَّتُه، في يَوْم الجُمُعَة لإحْدَى عَشرة ليْلَةٍ بَقِيَتْ من شهر رَبيع الآخر سَنَة تِسْعٍ وثمانين. فوَافَى دار العامَّة مُؤْنسِ الخَادِم، ومُؤْنسِ الخَازِن، ووَصِيْف موشْجِيْر، ودِيْودَاد بن مُحَمَّد بن أبي السَّاج وأخُوه، والفَضْل بن رَاشد، فيِ السِّلاح، في جميِعِ أصْحَابهم، وأحْضَر خَفِيْف السَّمَرْقَنْديّ أصْحَابَهُ، وكذَلك رشِيْق القَاري، وجعْفر بن بغلاقر، وحضَر القَاسِم بن عُبَيْدِ اللّهِ، والنُّوْشجانيّ، ويَانسِ، وثَابِت الرَّصاصِيّ، وبِشْر، وغِلْمَان الحُجَر، فسَأَلُوا القَاسِم أخْذَ البَيْعَة لأبيِ مُحَمَّد عليّ بن المُعْتَضِد، فقال القَاسِم: لستُ أجْسُر أطلب مَالًا لهذا وأخَاف أنْ أنْفِق بلا إذن، فيُفيق أَمِير المُؤمِنِين ويَبُلَّ فأُطالَب بالمَال، فقالوا له بأجْمَعِهم: نحنُ نَضْمَن المال

<<  <  ج: ص:  >  >>