للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بالزقّاقِ (١)، كقول الشاعر لعمر:

ماذا (٢) تقولُ لأفراخٍ بذي مَرَخ ... زغبِ الحواصلِ لا ماءٌ ولاشجرُ

ألقيتَ كاسبَهم في قعرِ مظلِمةٍ ... فاغفِر هداكَ مَليكُ الناسِ يا عمرُ (٣)

فهذه حاجاتٌ وضروراتٌ ألجأَت أربابَها إلى الاستعاراتِ، واستعمال المجازاتِ، فصارت بمثابةِ من لم يجد سيفاً لقتالِ عدوِّه، فاشتملَ له بقَدومٍ (٤)، ولم يجد سكيناً يبري به القلم، فبراه بمِقْراض، والآلاتُ الموضوعة للأعمالِ (٥) كالألفاظِ، واللهُ سبحانَه غنيٌّ عن كل شيءٍ بذاتِه، فلا وجهَ لإضافةِ المجازِ والاتساعِ إلى كلامِه،


(١) في الأصل: "بالزواق". والزقّاق: هي الطيور التي تطعم فراخها بفيها، جمع زاقٍّ، من الفعل: زقَّه، بمعنى: أطعمه بفيه. انظر "اللسان": (زق).
(٢) في الأصل: "فإذا".
(٣) البيت للحطيئة -جَرْوَل بن أوْسٍ- قاله مخاطباً عمرَ رضي الله عنه، وكان قد حبسه لاستعداءِ الزِّبرقان عليه. انظر "ديوان الحطيئة" (١٩١)، و"الكامل" للمبرد ١/ ٨٤ و ٢/ ٧٢٥، و"الشعر والشعراء" لابن قتيبة ١/ ٣٢٨، و"معجم البلدان" ٥/ ١٠٣.
وذو مَرَخ: هو واد بين فدك والوابشية، خضر نضر كثير الشجر. "معجم البلدان": ٥/ ١٠٣.
وقد ورد عجز البيت الثاني:
فاغفر عليك سلام الله يا عُمَرُ
(٤) في الأصل: "بقدم"، والقَدُوم: آلة ينحتُ بها. "اللسان": (قدم).
(٥) في الأصل: "للأعمال الموضوعة".

<<  <  ج: ص:  >  >>