أنْ تكونَ له نية، فإنَّه إذا لم تكقْ لهُ نيةٌ، لم يكنْ عليهِ نور، ولا على كلامِه نور.
والثانيةُ: أنْ يكونَ لَه وقارٌ وسكينةٌ.
والثالثةُ: أنْ يكونَ قوياً على ما هو فيه، وعلى معرفتِه.
والرابعةُ: الكفايةُ، وإلا مضغَه النّاسُ.
والخامسةٌ: معرفةُ النّاسِ (١).
فصل
في تفسيرِ ذلك وبيان فوائدِ هذه الخصال
أمّا النيةُ، فإنّه يعني: قصدَ الإرَشادِ، وإظهارِ أحكَامِ اللهِ سبحانَه للعامَّةِ، وهدايةِ المسترشدينَ، دونَ الرياءِ، والسُّمعةِ، والتنويهِ باسمه، فإنَّ ذلك إذا خلصَ، كانَ عليه مسحةٌ منَ القبولِ، فاستجابَ لَه المسترشدُ، وصارَ إلي فتواهُ، ويكونُ قصدْه في بيانِ أحكامِ الشرع العملَ بها، كما يقصدُ المجاهدُ إعلاءَ كلمةِ اللهِ.
وأمّا قولُه: ويكونُ عليهِ سكينةٌ وحِلْمٌ ووقارٌ، فإنَّ ذلك ممَّا يُرغِّبُ المستفتيَ في الإصغاءِ إلى فتواهُ، والاستجابة لأحكامِ اللهِ، فإنَّ المفتيَ مخبر عنِ اللهِ، ووارثُ رسولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -، وكما أنّ للنبوةِ (١ وقاراً معتبراً