للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والخليفةُ من بعدي" (١).

فصل

في الدلالةِ على فسادِ مقالتهم

بأنَّ (٢) إحالةَ ذلكَ؛ لِمَا ركزَ الله سبحانه في طباعِ الآدميين؛ من توفيرِ الدواعي على نقلِ ما علموا، وكشفِ ما انفردوا بإدراكه، إلى من لم يدركه، ومَن لَحَظَ الطباعَ أولاً من نفسه، ثمَّ مِن غيرِه، عَلِمَ أن الكتمَ ثقيلٌ على النفوسِ، صعبٌ على الطباعِ؛ حتى كأنَ قائلاً يقول من داخل: أَشِعْ (٣)، واكشف، وأعلن ما رأيت وسمعت (٤)، قال الله تعالى: {قيلَ ادْخُلِ الجَنَّةَ} [يس: ٢٦]، وهي الغاية في النعيم، التفت إلى ورائه، فقال: {قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ} [يس: ٢٦]، حبّاً لإشاعةِ ما وصلَ إليه؛ إما لمفاخرةٍ، أو ترغيب غيرِه في سلوكِ ما سلكه من الصبرِ على البلاء في إيمانه، أو لأيِّ علةٍ كانت، حتى قال العقلاء: أَثقل على القلبِ من السرِّ، حتى على نفوسهم لا يكتمون، وقولهم: وسرُّ الثلاثة غيرُ الخفي، وما اجتمع قوم على شيء ألذَّ من الحديث، حتى قالَ قائلُهم:

ولقد سئمتُ مآربي ... فكأنَّ أكثرَها خبيثُ

إلا الحديث فإنه ... مثل اسمه أبداً حديث


(١) خبر موضعوع، لا يصح عن النبي فى. انظر "الأسرار المردوعة" (٤٤٣)، و"اللالىء المصنوعة في الأحاديث الموضعوعة" ١/ ٣٥٩.
(٢) في الأصل: "بان".
(٣) في الأصل: "امسع".
(٤) طمس في الأصل.

<<  <  ج: ص:  >  >>