للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الحِجرِ لا يُستقبَلُ (١) هواؤُه، ولا يعتدُّ بالصلاةِ إليه، بخلافِ هواءِ (٢) الكعبةِ في العلو، إذا صعد على أبي قبيس (٣)، وكذلك لو هُدِمَت العمارةُ (٤)، جازَ استقبالُ هوائِها بخلافِ الحِجْرِ، وخروجُ الحِجر عن خصيصةِ القبلةِ في الصلاةِ، كخصيصةِ القراءةِ في آيةِ (٥) الرجم، لا تنعقدُ بها الصلاةُ على قولِ مَنْ جوَّزَ قراءة اَيةٍ غيرِ الفاتحةِ (٦).

فصلٌ

في شبهةِ المخالِفِ: بأنَّ الحكمَ إنَّما يثبتُ بالآيةِ، فإدْا نسِختْ، لم يبقَ حُكمُها بعدَها، كما لم يَتخلفِ (٧) المعلولُ بعدَ زوالِ العلةِ، والعلمُ بعدَ زوالِ عالمهِ، والعالمُ عالماً بعدَ زوالِ علمهِ.

فيقالُ: نحنُ قائلونَ بموجبِ هذهِ الدلالةِ، وأنَّ العلَّةَ المُوجبةَ لا يبقى الحكمُ بعدَها، ككونِ الَمتحرِّكِ متحركاً، وكونِ الحيِّ عالمَاً، لا يبقى بعدَ زوالِ الحركةِ والعلمِ.

فأمَّا العلة الشرعية التي هي دلالةٌ على الحكمِ، فقد (٨) يبقى الحكمُ


(١) في الأصل: "مستقبل".
(٢) في الأصل: "هو".
(٣) جبل مشهور شرقي البيت، ومشرف عليه. "معجم البلدان" ١/ ٨٠.
(٤) في الأصل: "للعمارة".
(٥) ليست فى الأصل.
(٦) وهو قول أبي حنيفة، ورواية عن الإمام أحمد انظر "المغني"٢/ ١٤٦.
(٧) في الأصل: "يختلف".
(٨) في الأصل: "قد".

<<  <  ج: ص:  >  >>