للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فصل

يُوضحُ أن المُتمسكَ المُستصحبِ للحالِ مُستدِلُ

فنقولُ: إِنَه إِذا سُئِلَ عن وجوب الكَفَّارةِ بقتلِ العَمدِ، فلا (١) شَك أنَّه إِذا قال: إِنَ الذِّمَمَ خُلِقَتْ بَرِيئةً، ودَلالةُ العقل أوْجبتْ سلامةَ كلُّ ذِفَةٍ وبراءَتَها، فأنا مُتمسِّكٌ بذلك إِلى انْ يَصوِفني عنه دليلْ يُوجبُ شَغْلها. فلا شَك أنه قد استدل، حيثُ أسندَ مذهبه إِلى دَلالةِ العقلَ.

فصل

وأمّا الاحتجاجُ على إسقاطِ الفَرائِض والغَراماتِ والكفّارات وما جَرى هذا المَجْرى مِما يَشْغَلُ الذِّمَمَ ببراءَةِ الذِّمَمِ، والأصلُ أنَّه لا فَرْضَ، فاحتجاجٌ صحيح؛ وذلك أنَّ الناسَ في مُجوزاتِ العقولِ في الأصل على ثلاثةِ مَذْاهِبَ:

منهمِ مَن قال بالحَظْرِ، وهو وجهٌ لأَصحابِنا وعليه عَوَّلَ (٢) المُحقِّقون منهم.

ومنهم منَ قال بالِإباحةِ، وهو وجهٌ آخرُ لأَصحابِنا.

ومنهم مَن قال بالوقْفِ. وسنذكرُ الخلافَ فى ذلك فى مسائِلِه مستَوفىً إِن شاء الله (٣).

ومعنى الوقفِ: هو اعتقادُ [ما] (٤) ذُكِر مِن هذه الأَشياءِ غيرَ محظورةٍ ولا مباحةٍ.


(١) تحرفت في الأصل إلى: "بلا".
(٢) فىِ الأصلْ "عولوا".
(٣) انظر الصفحة ٥٠٥ من هذا الجزء.
(٤) أضيفت لاستقامة النص.

<<  <  ج: ص:  >  >>