للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذلك: أنَّ المبادرةَ بهذهِ الصيغةِ لا يفهم منها إلا الخبرُ، ولا يعقلُ الأمرُ إلا بدلالةٍ، ووجهُ القرينةِ في الصيغةِ: أنَّها للمستقبلِ، وكونُها من الأعلى، فأمَّا إذا وردت من (١) مساوٍ أو دونٍ، لم يعقل منها إلا الخبرُ، فاعتبارُ القرينةِ لكونها أمراً، وعدمُ اعتبارِ القرينةِ في كونها خبراً، دلالةٌ على أنَّ وَضْعَها خبرٌ، لا أمرٌ.

فصلٌ

يقع العلم بأخبارِ التواتر مع اختلاف الناس في العدد المعتبر، وبه قالت الكافَّةُ.

وحُكِيَ عن السُّمَنِيّهِ (٢)، وقيل: البَراهِمَة (٣) أيضأ: أنه (٤ لا يقعُ ٤) العلمُ بالأخبار، بل بالمشاهدات والحواسِّ خاصَّةً.

(٤ فيقالُ: إننا ٤) نجد نفوسَنا ساكنةً، وقلوبَنا عالمةً بما نسمعُ من


(١) في الأصل: "في".
(٢) في الأصل: "السمنينة"، والسمنية: فرقة ضالّة، من معتقداتها: القول بتناسخ الأرواح، وإنكار البعث بعد الموت، وتزعم: أنه لا معلوم إلا ما أُدرك بالحواس الخمس.
انظر "الفرق بين الفرق" (٢٧٠ - ٢٧١).
(٣) البراهمة: فرقة تنتسب إلى رجل يقال له: براهم، تنفي النبوات، وتنكر وجود الرسالات، تفرقوا أصنافاً، فمنهم أصحاب البددة، ومنهم أصحاب الفكرة، ومنهم أصحاب التناسخ.
انظر "الملل والنحل" ٢/ ٢٥٠ - ٢٥٢.
(٤ - ٤) طمس في الأصل

<<  <  ج: ص:  >  >>