للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فصل

فأمَّا القياسُ على ما بقي تحت العموم بأن يُقاسَ على السارِق في وجوبِ قطعِ الجاحِد للوديعة أو الخائنِ والمختلسِ، ويُقاس على الزاني في وجوبِ مئة جلدةٍ اللّائِطُ ومَن أتى بَهيمةً، فهذا مُختلَف فيه.

فقيل: لا يجوزُ؛ لأن لفظَ العموم لما دخله التخصيصُ ضعفَ عن الاستيعابِ عند قوم، وصار مجازاً عند قومٍ، فإذا ضعفَ لفظهُ وزالت حقيقتهُ، ضعفَ معناه.

وقيل: يجوز، وهو الأصحُ عندنا وعند أصحابِ الشافعي (١)؛ لأن العلَّةَ التي تُستنبطُ منه قد صحت، والمعنى الذي فيه لا يضعفُ، والاعتبارُ بالدليل على صحةِ العلَّةِ.

فصل

من هذا القبيل وهو المخصوص

حُكي عن الشافعي -رضي الله عنه- أنه لا يُقاس على المخصوص (٢)، فحمله المحققون من أصحابه -رحمة الله عليهم-


(١) انظر "العُدّة" ٢/ ٥٣٨، و"المسوَّدة": ١١٦، و"شرح الكوكب المنير" ٤/ ٣٨، و"المنخول": ١٥٣، و"التبصرة": ٤٤٨، و"البحر المحيط " ٥/ ٧١.
(٢) ورد ذلك في قوله -رحمه الله- في "الرسالة" في الصفحة: ٥٤٥: "ما كان الله فيه حكم منصوص، ثم كانت لرسول الله سنة بتخفيفٍ في بعض الفرض دون بعض: عُمِلَ بالرخصة فيما رخَص فيه رسول الله دون ما سواها، ولم يُقس ما سواها عليها، وهكذا ما كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم من حكم عام بشيءٍ ثم سن فيه سنة تفارق حكم العام".

<<  <  ج: ص:  >  >>