للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال: {إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ} [الصافات: ١٠٥] فبالنَ (١) موقعُ الإحسانِ.

ومنها: أن قالوا: لم يُرِدْ إلاَّ اختبارَهما، وابتلاءَ سرِّهِما وصبرِهما، فأمَّا نفسُ إيقاعِ الفعلِ، فلا، وإذا أراد ذلكَ، لم يكنْ ناسخاً لما شرعَهُ قبلَ وقتِ فِعْلِهِ (٢ لتحقُّقِ الفعلِ ٢) المشروعِ من الابتلاءِ في وقتِهِ، وكشفِ (٢ اختبارهما عن حقيقة طاعتهما ٢).

(٢ ومنها: أنه جُعِلَ على أَوْداجِه ٢) صفيحةٌ من نحاس، تَمنع من الذبح بعد ذلك، فلم يتَحَقَّقْ أَمرُه به، لا نسْخاً، لكن منعاً (٣).

فصلٌ

أمّا قولُهم: منام، فإن منامَ الأنبياءِ فيما يتعلقُ بالأوامرِ والنواهي

وحيٌ مُعوَّلٌ (٤) عليْهِ، وكانَ وحيُ نبيِّنا - صلى الله عليه وسلم - شهوراً بالمنامِ، فيأتي كفلقِ

الصبحِ (٥)، وقيلَ: إنَّه كانَ ذلكَ ستةَ أَشْهُرٍ؛ ولذلكَ رويَ أنّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم -


(١) في الأصل: "فاين".
(٢ - ٢) طمس في الأصل.
(٣) جاء في الأصل بعد ذلك ما نصه: "والجواب له مضروب عليه في أصل النسخ"، ونظن أن هذه العبارة كانت في هامش الأصل المنقول عنه، فأثبتها ناسخ هذا الأصل في المتن ظناً منه أنها بعضه، والجواب عما أوردوه في الآية يأتي في الفصل التالي.
(٤) في الأصل: "معمول".
(٥) كما في حديث عائشة الطويل: أول ما بُدىء به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من الوحي الرؤيا الصالحة في النوم، فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح .... أخرجه أحمد ٦/ ١٥٣، والبخاري (٣) و (٤٩٥٣) و (٦٩٨٢)، ومسلم (١٦٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>