للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سلام: ارفع يدك، فإذا آية الرجم، فرجمهما (١). وهذا رجوع إلى خبر عبد الله بن سلام في حكم التوراة، وعملٌ بها في حقهما.

فصل

ونبينا - صلى الله عليه وسلم - قبل بعثه، ونزول الوحي عليه، لم يكن على دين قومه، بل كان متديناً بما يصحُّ عندَهُ أنَّهُ من شريعةِ إبراهيم، لا يلوذُ بأصنامهم، ولا يتعرضُ لأزلامِهم (٢)، ولا يَسْمُرُ مع سامرِهم، بل كان يَتَحنَّثُ بحراء، قال أحمد: من قال: إن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان على دين قومه، فهو قولُ سوءٍ، أليس كان لا يأكل من ذبائحهم على النصب؟

وبذلك قال أصحاب الشافعي (٣)، وقال قوم بالوقف (٤)، فإنه يجوز أن يكون كذا، ويجوز أن يكون غير متعبد رأساً.

وحكى أبو سفيان السرخسي عن أصحابِ أبي حنيفة: أنه بعد البعثةِ صار شرعُ مَنْ قبلهُ شرعاً له، لا مِن حيثُ كان شرعاً له قبلها (٥)، وأمّا قبلَ البعثِ، فإنَّه لم يكن متعبداً بشىء من الشرائعِ (٦).


(١) أخرجه البخاري (٦٨٤١)، ومسلم (١٦٩٩).
(٢) في الأصل: "بأزلامهم".
(٣) انظر "شرح المحلي على جمع الجوامع" مع "حاشية البناني" ٢/ ٣٥٢.
(٤) ومن هؤلاء: إمام الحرمين، والغزالي، والآمدي. انظر "البرهان" ١/ ٥٠٩، و"المستصفى" ١/ ٢٤٦، و"الإحكام" ٤/ ٣٧٦.
(٥) في الأصل: "لمن قبله".
(٦) "فواتح الرحموت على مسلم الثبوت" ٢/ ١٨٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>