للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويجعلا قصدَهما أحدَ أمرين، وَيجتهِدا في اجتنابِ الثالث:

فاعلى الثلاثةِ من المقاصد: نُصْرةُ الحق ببيان الحُجةِ، ودَحْضُ الباطلِ بإبطالِ الشُبْهةِ؛ لتكونَ كلمةُ اللهِ هي العُليا.

والثاني: الإِدمانُ للتقَوِّي على الاجتهاد، والاجتهادُ من مراتب الدِّينِ المحمودةِ (١)، وهي رتبةُ الفُتْيا (٢).

فالأولى: كالجهادِ، والثانيةُ: كالمُناضَلةِ (٣) التي يُقصدُ بها التَقَوِّي على الجهادِ.

ونعوذُ بالله من الثالثِ، وهو: المُغالبَةُ وبيانُ الفَراهةِ على الخصمِ والتَرَجُّحِ عليه في الطريقةِ، ومِنَ اللهِ نستمِدُّ الإِعانةَ على طلب ما يُوافِقُ الشَرعَ، وُيطابِقُ الحق، وهو حَسْبي ونِعْمَ الوكيلُ.

فصل

وإذا كان أحدُ الخصمين في الجدل حسنَ العبارةِ، والأخرُ مُقصِّرا عنه في البلاغة، فربما أدْخَلَ ذلك الضَّيمَ على المعاني الصحيحةِ.

والتدبيرُ في ذلك: أن يَقصِدَ إلى المعنى الذي قد رَتَبَه صاحبُه بعبارته عنه، فيعبِّرَ عنه بعبارة أخرى تدل عليه من غير تزيينٍ له، فإنه يظهرُ


= أمر ذي بال لا يبدأ فيه بحمد الله فهو أقطع". وورد عند أحمد: "بحمد الله أو بذكر الله". ولا يصح موصولًا، والصواب ارساله عن الزهري.
(١) في الأصل: "المحمود".
(٢) رسمها في الأصل هكذا: "النسا"، ويترجح لنا أن صوابها كما أثبتنا في المتن.
(٣) ناضله مناضلة ونضالًا: باراه في الرمي."اللسان" (نضل).

<<  <  ج: ص:  >  >>