للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والروايةُ الأخرى: أنَّهُ لم يكنْ متعبَّداً بشيء مِنَ الشرائع، إلا ما أُوحِي إليهِ في شريعتِهِ، وبهذهِ الروايةِ قالت المعتزلة (١)، والأشَعرية (٢)، وأصحابُ الشافعى في الوجهِ الآخرِ.

ثم اختلفَ القائلونَ بأنَّهُ متعبَّدٌ بشرعِ مَنْ قبلَهُ: بأيَ شريعةٍ كان متعبَّداً (٣)؟

فقالَ بعضُهم: كان متعبداً بشريعةِ إبراهيمَ خاصةً، وإليه ذهبَ أصحابُ الشافعيِّ (٤).

وذَهَبَ قومٌ منهم: إلى أنَّهُ متعبَّدٌ بشريعةِ موسى، إلا ما نُسِخَ في شرعِنا.

وقالَ قومٌ منهم: كان متعبداً بشريعةِ عيسى التي تليهِ، وهي أقربُ إليهِ.

وظاهرُ كلامِ صاحِبنا رضي اللهُ عنه: أنَّهُ كان متعبداً بكلِّ ما صحَّ


= الوجه الثاني: أنه - صلى الله عليه وسلم - لم يكن متعبداً بشريعة من قبله.
الوجه الثالث: التوقف، وقال بهذا الوجه إمام الحرمين، وابن القشيري، وإلكيا، والآمدي، وغيرهم، وهذا الوجه الثالث قد أغفله المصنف رحمه الله. انظر "البرهان" ١/ ٥٠٤، و "الإحكام" للآمدي ٤/ ٣٧٦، و "المحصول" ٢/ ٥١٩، و"البحر المحيط" ٦/ ٤٠.
(١) "المعتمد" ٢/ ٨٩٩، و"البرهان" ١/ ٥٥٣، و"العدة" ٣/ ٧٥٦.
(٢) "البرهان" ١/ ٥٠٤، و" المستصفى"١/ ٢٥٥، و"الأحكام" للآمدي ٤/ ٣٧٨.
(٣) في الأصل: "متعبد".
(٤) "البرهان" ١/ ٥٢٣، ٢/ ٣٠٢, و "شرح اللمع"٢/ ٢٥٠، و "الإبهاج" للسبكي ٢/ ٣٠٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>