للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولأن النصَّ أجلاها، والعمومَ والظاهرَ دونه، ودليلَ الخطاب دونَ فحْواهُ، فهذا كلامُ من أحاطَ بالبيانِ خُبْراً، وقتلَه عِلْماً.

فصل

وقال أبو بكر الصيْرَفِيُّ (١) -وهو من بعضِ أصحاب الشافعي-: البيانُ: إخراجُ الشيءِ من حَيزِ الاحتمالِ إلى حيًزِ التًّجَلَي (٢)، وهو اختيارُ أبي بكرٍ عبد العزيزِ (٣) من أصحابِنا.


= (٣٣٩٣) عن ابن عمر- رضي الله عنهما- قال: قدم رجلان من المشرق، فخطبا، فعجب الناس لبيانهما، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن من البيان لسحراً، أو إن بعض البيان سحر".
وفي الباب عن ابن عباس عند أحمد ١/ ٢٦٩، و٣٠٣ و٣٠٩ و٣٢٧، وأبي داود (٥٠١١)، وأبي يعلى (٢٣٣٢) و (٢٥٨١)، وابن حبان (٥٧٨٠).
وعن عمار بن ياسر عند أحمد ٤/ ٢٦٣، والدارمي ١/ ٣٦٥، ومسلم (٨٦٩).
وعن ابن مسعود عند أحمد ١/ ٣٩٧.
وعن بريدة بن الحصيب الأسلمي عند أبي داود (٥٠١٢).
(١) هو محمد بن عبد الله، أبو بكر الصيرفي الشافعي، أصولي، أحد أصحاب الوجوه في المذهب، من تصانيفه: "شرح الرسالة"، وكتاب في الإجماع، وكتاب في الشروط، توفي سنة (٣٣٠) هـ. "طبقات الشافعية" للسبكي ٣/ ١٨٦ - ١٨٧، وانظر مصادر ترجمته هناك.
(٢) أورد تعريف الصيرفي هذا أبو الحسين البصري في "المعتمد" ١/ ٢٩٤، والقاضي أبو يعلى في "العدة" ١/ ١٠٥، والغزالي في "المنخول" ص ٦٣، وفي عبارتهم جميعاً: من حيز الِإشكال إلى حيز التجلي.
(٣) هو عبد العزيز بن جعفر بن أحمد بن يزداد، أبو بكر البغدادي الحنبلي، المعروف بغلام الخلال، من بحور العلم، له الباع الأطول في الفقه، من =

<<  <  ج: ص:  >  >>