للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

"أشهدُ أنك حقٌ، وأن الساعةَ حقٌ، وأن الجَنَةَ حق، والنارَ حقٌّ، والعَرْضَ حقُ، والسِّحْرَ حقٌّ" (١)، والمرادُ بذلك: ثابت وكائنٌ؛ ولذلك خَلَطَ به السحرَ، وإن كان باطلاً لا حَقّاً، لا بمعنى أنه صوابٌ، لكن [بمعنى] (٢) أنه كائن وموجودٌ، وليس بمنفيٍّ على ما قاله نُفاةُ السحر.

ويحتملُ أن يكونَ قولُ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -: "وأن السَّاعةَ حق، والنارَ حقٌّ، والجَنَّةَ حقٌّ"، المرادُ به: ضِد الباطلِ، لا نفسُ الوجودِ؛ لأنها من المخبَراتِ والوَعْدِ، فإذا قال: هي حقٌّ، كأنه قال: إخبارُ الله بها حقٌّ، ووعدُ الله ووعيدُه حق، وقال سبحانه: {لِيَعْلَمُوا (٣) أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ} [الكهف: ٢١]، يقال: حَقَقْت الشيءَ (٤) وأحْقَقْتُه، فهو حَق: إذا كنتَ منه على يقينٍ.


(١) أخرجه ضمن دعاء في صلاة الليل مالك ١/ ٢١٥ - ٢١٦، وأحمد ١/ ٢٩٨ و٣٠٨ و٣٥٨ و٣٦٦، والدارمي ١/ ٣٤٨ - ٣٤٩، والبخاري في "صحيحه" (١١٢٠) و (٦٣١٧) و (٧٣٨٥) و (٧٤٤٢) و (٧٤٩٩) وفي "الأدب المفرد" (٦٩٧) وفي "خلق أفعال العباد" (٦٢٨)، ومسلم (٧٦٩) (١٩٩)، وأبو داود (٧٧١) و ٧٧٢)، وابن ماجه (١٣٥٥)، والترمذي (٣٤١٨)، والنسائي في "المجتبى" ٣/ ٢٠٩ - ٢١٠ وفي "الكبرى" (١٣١٩) و (٧٧٠٣) و (٧٧٠٤) و (٧٧٠٥) وفي "عمل اليوم والليلة" (٨٦٨)، وابن خزيمة (١١٥١) و (١١٥٢)، وابن حبان (٢٥٩٧) من حديث ابن عباس. ولم يرد قوله: "العرض حق، والسحر حق" عندهم جميعاً، وورد عند الدارمي قوله: "والبعث حق" بدل: "والعرض حق".
(٢) زيادة يتم بها المعنى.
(٣) في الأصل: "واعلموا".
(٤) في الأصل: "بالشيء"، وقارن بـ "اللسان": (حقق).

<<  <  ج: ص:  >  >>