للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فأمَّا إخلالُه بما زادَ على ذلك فغيرُ مُضِرٍّ به في معرفة بتَضَمُنِ الكلام، ولو أنا لم نُسَوَغْ له الفُتْيا حتى يصيرَ في علم اللغة والإِعرابِ مثلَ الخليلِ (١) والمُبَرَّدِ (٢) ومن جَرَى مَجْراهما في العلمَيْنِ، لضاقَ عليه، وشَغَلَه التَّناهي فيهما عن علم طرقِ الأحكامِ ووجوهِ الاجتهادِ.

قال المحقِّقونَ من العلماء كالقاضي الإِمامِ أبي بكرٍ (٣) ومَنْ قاربَه أو شاكلَه: ولا وجهَ لقول من قال: إنه يلزمُه معرفةُ الأسماءِ الشًرعيةِ، والفرقِ بينها وبين اللُّغَوَّيةِ؛ لأنه ليس في الشَّرع اسم يخالفُ اللغوية على ما بيَّنَّاهُ من قبلُ (٤)، ونبيِّنُه إن شاء اللهُ في مسائل الخلافِ (٥).

فصل

ويجبُ أيضاً عند كثيرٍ من أهل العلمِ أن يكونَ حافظاً لكتاب الله جميعِه، ومحيطاً بالسننِ المتضمِّنةِ للأحْكام.

وذهب المحقِّقونَ إلى أنه يَلْزَمُه أن يحفظَ من الآي ما يتعلَّقُ به


(١) هو الخليل بن أحمد بن عبد الرحمن الفراهيدي الأزدي، أبو عبد الرحمن البصري، إمام العربية، ومنشىء علم العروض، صنف كتاب "العين" في اللغة، و"العروض"، و"النقط والشكل" وغيرها، توفي سنة (١٧٠) هـ، وقيل: (١٧٥) هـ. "سير أعلام النبلاء" ٧/ ٤٢٩، و"إنباه الرواة" ١/ ٣٧٦.
(٢) هو محمد بن يزيد بن عبد الأكبر الأزدي، أبو العباس البصري، إمام النحو، له تصانيف كثيرة، منها: كتاب "الكامل"، توفي سنة (٢٨٦) هـ. "سير أعلام النبلاء" ١٣/ ٥٧٦.
(٣) يعني الباقلاني.
(٤) انظر الصفحة (٣٥) و (١٠٠).
(٥) سيأتي في ٢/ ٤١٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>