للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لجَارِيَةِ لهم: قُومي إلى سَيِّدك وخُذِي بيده، فقامَت وأخَذَت بيَده، فلمَّا قام أشار إليها أيْضًا، فأخَذَت بيده لتوصلَهُ إلى حُجْرته، فلمَّا أخَذَ يدها الْتَفَتَ إلى عَمِّه وقال: دَخَلْتُ وهذه الجَارِيَة بِكْر، والآن فهي ثَيِّب، فقال: ومن أين تَعْلم، أَيُوحُى إليك؟ فقال: حاشَى وكَلَّا، قد انْقَطع الوَحْي بعد المُصْطَفَى مُحَمَّد عليه السَّلام، ولكنِّي لمَّا دَخَلتُ مَسَسْتُ يدها وعَصَب الزَّند كالأوْتَار المَشْدُودة، فعلمتُ أنَّها بِكْر، والآن فقد ارْتَخت، فعلمتُ أنَّ البكوريَّة زالَتْ، فبحث القَاضِي أبو مُحَمَّد وإذا ابن له قد دَخَلَ بها في تلك السَّاعَة.

وهذا القَاضِي أبو مُحَمَّد هو ابن أخي أبي العَلَاء، وأبو العَلَاء عَمّه، ولعلَّ بعض رُواة هذا الخَبَر نَقَلهُ من حِفْظه، فاشْتَبه عليه أي الرَّجُلين عَمّ صَاحبه، فوَهِمَ، واللهُ أعْلَمُ.

أخْبَرَنا أبو يَعْقُوب يُوسُف (a) بن مَحْمُود بن الحُسَين السَّاوِيّ بالقَاهِرَة، عن الحافِظ أبي طَاهِر أحْمَد بن مُحَمَّد الأصْبَهَانِيّ، قال: سَمِعْتُ أبا الحَسَن عليّ بن بَرَكات بن مَنْصُور التَّاجر الرَّحبِيّ بالذَّنَبَةِ من مُضَافَاتِ دِمَشْق يقول: سَمِعْتُ أبا عِمْرَان المَعَرِّيّ يقول: عُرِضَ على أبي العَلَاء التَّنُوخِيّ الكَفِيْف كَفٌّ من اللُّوْبيَاء، فأخَذَ منها واحدةً ولَمَسَها بيده، ثمّ قال: ما أدْري ما هي إلَّا أنِّي أُشَبِّهُه بالكلُيَةِ، فتَعَجَّبُوا من فِطْنَتِهِ وإصَابَةِ حَدْسِهِ.

أخْبَرَنا أبو القَاسِم عبد الله بن الحُسَين بن عبد الله بن رَوَاحَة، عن الحافِظ أبي طَاهِر السِّلَفِيّ، ح.

وكَتَبَ إلينا أبو القَاسِم عِيسَى بن عَبْد العَزِيْز بن عِيسَى اللَّخْمِيّ، قال: سَمِعْتُ


(a) في الأصل: "أبو يوسف يعقوب"، ومثله في الإنصاف والتحري (ضمن كتاب إعلام النبلاء) ٤: ١٣٥. والصواب ما أثبت. انظر: الذهبي: تاريخ الإسلام ١٤: ٥٨٨، سير أعلام النبلاء ٢٣: ٢٣٣، النجوم الزاهرة ٦: ٣٦٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>