للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أحْمَد بن مُحَمَّد الأصْبَهَانِيّ يقول: سَألتُ أبا زَكَرِيَّاء التَّبْرِيْزِيّ، إمام عَصْره في اللُّغَة ببَغْدَاد، وقُلتُ له: قد رأيتَ أبا العَلَاء بالمَعَرَّة، وعَالِي بن عُثْمان بن جِنِّي المَوْصِلِيّ بِصُوْر، والقَصَبَانِيّ بالبَصْرَة، وابن بَرْهَان ببَغْدَاد، وغيرهم من الأُدَبَاءِ، فَمن المُفَضَّلُ من بينهم؟ فقال: هؤلاء أئمَّة لا يُقال لهم أُدَبَاء، وأفْضَل مَنْ رأيتُه ممَّن قرأتُ عليه أبو العَلَاء.

أخْبَرَنا أبو القَاسِم بن أبي عليّ الأنْصَاريّ، قال: أخْبَرَنا أحْمَد بن مُحَمَّد بن أحْمَد، قال: سَمِعْتُ أبا الطَّيِّب سَعيد بن إبْراهيم بن سَعيد الطَّلَبِيْريَّ الطَّبِيْبَ بالثَّغْرِ، يقول: سَمِعْتُ عبدَ الحَلِيم بن عَبْد الوَاحِد السُّوْسِيّ بسَفَاقُس، يقول: سُئلَ الحَسَن بن رَشِيْق عن أبي العَلَاء المَعَرِّيّ: هل هو أشْعَر أم أنْتَ؟ فقال: قد أَلَّفْتُ أنا كِتَابًا وهو كِتَابًا في مَعْناهُ، فالفَرقُ ما بيننا كالفَرْق ما بين التَّرْجَمتين، سمَّى هو كتابَهُ زَجْرَ النَّابِح (١)، وسَمَّيْتُ أنا كتابي سَاجُور الكَلْب؛ يُشِيرُ إلى أنَّ أبا العَلَاء أفْضَل وألْطَف، وأهْدَى إلى المَعَاني وأعْرَف.

أخْبَرَنا عَبْدُ الله بن أبي عليّ الحَمَوِيّ، عن أبي طَاهِر أحْمَد بن مُحَمَّد، وكَتَبَ إليَّ أبو القَاسِم عِيسَى بن عبد الله بن عِيسَى اللَّخْمِيّ، قال: أخْبَرَنا أبو طَاهِر السِّلَفِيِّ (٢)، قال: سَمِعْتُ أبا عبد الله مُحَمَّد بن الحَسَن بن زُرَارَة (a) اللُّغَويّ، يقُول: كان بالمَشْرِق لُغَويّ، وبالمَغْرب لُغَويّ في عَصْرٍ واحدٍ، لم يكُن لهما ثالثٌ، وهُما ضَرِيْرَان، فالمَشْرِقيّ أبو العَلَاء التَّنُوخِيّ بالمَعَرَّة، والمَغْرِبيّ ابن سِيْدَه الأنْدَلُسِيّ. وابن سِيْدَه أعْلَم من المَعَرِّيّ، أمْلَى من صَدْره كتاب المُحْكَم ثلاثين مُجَلَّدًا، وما في كُتُب اللُّغَة أحْسَن منْهُ.


(a) في معجم السفر: ابن أبي زرارة، وغي البلغة للفيروزابادي ٥٨: محمد بن مرادة اللغوي.

<<  <  ج: ص:  >  >>