للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويَشْهَدُ الأوَّلُ أنِّي أمرُؤٌ … لي جَسَدٌ يَغْرَقُ في عَيْبي

تضْربُ أضْرَاسِي وَطبيّ بها الـ … ـتَعْطِيُس بالكُنْدُسِ في جَيْبي

وَيْليَ ممَّا أنا فيهِ وجَلَّ (م) … الأمْرُ عن وَيْحٍ وعن وَيْبِ

لو أنَّ أعْمَاليَ مَحْمُودةٌ … لقُلْتُ: حُوْطِيْ بيَ وَاعْنَى بي

قال: وأبانَ عن تَعْظيم اللهِ سُبْحَانَهُ، واعْتِقَاده الصَّحيح فيه، فقال: [من السريع]

تَرْتاحُ في الصَّيْفِ إلى أشْهُر الـ … ـقُرِّ وفي مَشْتاكَ للصَّيْفِ

فخفْت إلهًا عزّ سُلْطَانهُ … وجَلَّ عن أيْنٍ وعن كَيْفِ

وعَلَّم النَّاس مَحَاسِن الأخْلَاق، فقال:

والرِّزْق مَقْسُومٌ فياسِرْ ولا … تَطْلُبْهُ بالرُّمْح وبالسَّيْفِ

وكُن لِمَا تَمْلُكُهُ باذلًا … ولا تَهَاوَنْ بقِرَى الضَّيْفِ

فَاز امرُؤٌ أنْصَفَ في دَهْرِهِ … وخَابَ مَنْ مَالَ إلى الحَيْفِ

سَمِعْتُ العِمَاد سَاطِع بن عَبد الرَّزَّاق بن المُحَسِّن بن أبي حَصِيْن المَعَرِّيّ يقول: بَلَغَني أنَّ النَّاسَ لمَّا أكْثَرُوا القَوْل في الشَّيْخ أبي العَلَاء بن سُلَيمان، ورمَوْه بما رمَوه به من الإلْحَاد، سَيَّر صَاحِب حَلَب قَصْدًا لأذَاهُ، فلمَّا جاءه الرَّسُول، باتَ على عَزْم أنْ يأخُذَهُ بُكْرة اليَوْم الآتي، فباتَ الشَّيْخ أبو العَلَاء تلك اللَّيْلة في مِحْرَابه يدعُو الله ويَذْكره، ويَسْأله أنْ يكفيَهُ شَرَّهُ، وقال لبعض أصْحَابهِ: أرْقُب النَّجْم الفُلَانيّ، فما زَال يَرْقبُه إلى أنْ أخبرَهُ بأنَّهُ غَابَ، والشَّيْخُ يَدْعُو مُسْتَقبلًا (a) القِبْلَةِ. فلمَّا أصْبَح جاءَهُ الرَّسُولُ، فقال له أبو العَلَاء: امْض فقد قُضِيَ الأمْرُ، فقال: وما ذاكَ؟ قال: إنَّ صاحبَكَ مات، قال: تَرَكتُهُ وهو في عَافِيَةٍ! قال: إنَّهُ قدْ


(a) الأصل: مستقبل.

<<  <  ج: ص:  >  >>