للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال الوَلِيد: وأمَّا السَّلَامِيّ فإنَّهُ أخْبَرَ عن غير واحدٍ أنَّ خَالِد بن الوَلِيد لمَّا أخَذَ الرَّايَة قاتلَهم قِتَالًا شَدِيْدًا، ثمّ انْحَاز الفَرِيْقان كُلّ عن كُلّ قَافلًا عن غير هَزِيمَةٍ، فقَفَلَ المُسْلمُونَ على طَرِيقهم الّتي أخَذوا منها حتَّى مرُّوا بتلك القَرْيَةِ والحِصْن الّذين كانوا شَدُّوا على سَاقتهم وقَتلُوا منهم رَجُلًا، فحاصرُوهم في حِصْنهم حتَّى فَتَحهُ اللهُ عليهم عَنْوَةً، فقَتَلَ خَالِد بن الوَلِيد مُقاتلتَهُم في بَقِيْعٍ إلى جانب حِصْنهم صَبْرًا فيها سُمِّي ذلك البَقِيْع بَقيع الدَّم إلى اليَوْم، وهَدَمُوا حِصْنَهُم هَدْمًا لم يعْمَر بعدَهُ إلى اليَوْم.

قال الوَلِيد: فحَدَّثَني عَبْدُ الله بن المُبارَك، عن إسْمَاعِيْل بن أبي خَالِد، عن قَيْس بن أبي حَازِم، قال: سَمِعْتُ خَالِد بن الوَلِيد يُخْبرُنا بالحِيْرَة فقال: لقد رَأيْتُني يَوْمَ مُؤْتَة وقد انْقَطع في يَدِي تِسْعَةُ أسْيَاف حتَّى وقعَتْ في يَدِي صَفِيْحَةٌ يَمَانيَّةٌ فصَبَرَتْ.

أخْبَرَنا أبو بَكْر عَتِيق بن أبي الفَضْل السَّلَمَانِيّ، قِراءَةً عليهِ وأنا أسْمَعُ بدِمَشْقَ، قال: أخْبَرَنا الحافِظُ أبو القَاسِم عليّ بن الحَسَن (١)، ح.

وحَدَّثَنَا أبو الحسن مُحَمَّد بن أحمد من لَفْظه، قال: أنْبَأنَا أبو المَعَالِي عَبْدُ الله بن عبد الرَّحْمن، قالا: أخْبَرَنا الشَّريفُ النَّسِيبُ أبو القَاسِم عليّ بن إبْراهيم العَلَويُّ، قال: أخْبَرَنا رَشَاءُ بن نَظِيف بن مَا شَاء اللهُ، قال: حَدَّثَنَا الحَسَنُ بن إسْمَاعِيْل الضَّرَّابُ، قال: حَدَّثَنَا أحْمَدُ بن مَرْوَان المالِكِيُّ (٢)، قال: حَدَّثَنَا الحَارِثُ بن أبي أُسامَة، قال: حَدَّثَنَا يَزِيد، قال: أخْبَرَنا إسْمَاعِيْلُ بن أبي خَالِد، عن قَيْس بن أبي حَازِم، قال: قال خَالِدُ بن الوَلِيدِ: لقد انْدَقَّ في يَدِي يَوْم مُؤْتَة تسْعَةُ أسْيَاف، فصَبَرَتْ في يَدِي صَفِيْحَةٌ يَمَانيَّةٌ.


(١) تاريخ ابن عساكر ١٦: ٣٤٩.
(٢) الدينوري المالكي: المجالسة وجواهر العلم ٣٨٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>