للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال: حَدَّثَنَا الزُّبَيْر بن بَكَّار، قال: حَدَّثَني عَمِّي مُصْعَب بن عَبْد اللهِ (١)، قال: فكان خَالِدٌ يَوْمَ حُنَيْن في مُقدِّمَة رسُول اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّم في بني سُلَيم، وجُرِحَ، فأتاهُ رسُول الله صَلَّى اللهُ عليه وسلَّم بعدَما هُزِمَتْ هَوَازِن في رَحْلهِ، فنَفَث على جِرَاحهِ، فانْطَلق منها، وبعثَهُ إلى الغُمَيْصَاء، وكان بها قَوْمٌ من بني كِنَانَة يقال لهم بنو جَذِيْمَة، ومعه بنو سُلَيْم فاسْتَباحهم، فادَّعوا الإسْلَام، فوَدَاهُم رسُول الله صَلَّى اللهُ عليه وسلَّم، ثُمَّ حَضَر مُؤْتَة، فلمَّا قُتِلَ زَيْد بن حَارِثَة، وجَعْفَر بن أبي طَالِب، وعبد الله بن رَوَاحَة، مالَ المُسْلمُونَ إلى خَالِدٍ، فانْحَازَ بهم، فعيَّرهم المُسْلمُون حين رَجَعُوا إلى المَدِينَة فقالُوا لهم: أنتُم الفَرَّارُونَ (a)، فشَكوا ذلك إلى رسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فقال: بل أنتُم الكَرَّارُونَ، فكَفَّ النَّاس عنهم.

أخْبَرَنا أبو مُحَمَّد الحَسَن بن عليّ بن الحُسَين بن الحَسَن الأسَدِيّ المَعْرُوف بابنِ البُنِّ، قِراءَةً عليهِ بدِمَشْق وأنا أسْمَعُ، قال: أخْبَرَنا جَدِّي أبو القَاسِم الحُسَين بن الحَسَن، قال: أخْبَرَنا أبو القَاسِم عليّ بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد المِصِّيْصيّ المَعْرُوف بابنِ أبي العَلَاء، قال: أخْبَرَنا أبو مُحَمَّد عبد الرَّحْمن بن عُثْمان بن أبي نَصْر، وأبو نَصْر مُحَمَّد بن أحْمَد بن الجَنَدِيّ، قالا: أخْبَرَنا أبو القَاسِم عليّ بن يَعْقُوب بن إبْراهيم بن شَاكِر المَعْرُوفُ بابنِ أبي العَقَب، قال: أخْبَرَنا أبو عَبْد المَلِك أحْمَد بن إبْراهيم القُرَشِيّ، قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن عَائِذ، قال: فأخْبَرَني الوَلِيد - يعني: ابن مُسْلِم - قال: فحَدَّثَني العَطَّاف بن خَالِد وغيره أنَّ خَالِد بن الوَلِيد يعني يَوْم مُؤْتَة باتَ لَم يصْبح غَادِيًا وقد جَعَل مُقَدِّمتَهُ سَاقةً، وسَاقَتهُ مُقَدِّمةً، ومَيْمَنَته مَيْسَرة، ومَيْسَرَته مَيْمَنَة، فأنْكَروا ما جاءَ بهِ من خِلَافِ ما كانوا يعرفونَ من رَاياتهم وهَيْئتهم، وقالوا: قد جَاءهم مَدَدٌ فانْهَزَمُوا وقُتلوا مَقْتَلَةً لم يقتَلْها قَوْمٌ.


(a) نسب قريش: الفارُّون.

<<  <  ج: ص:  >  >>