للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والظاهر عندي: أنهم في ذلك كاذبون (١) على علي، وموسى بن جعفر.

وقيل: إنه كان ممن يقول بذلك: زُرارَةُ بن أَعْينَ (٢)، وله شعر فيه مشهور (٣):

ولولا البدا سميته غيرَ هايبٍ ... وذِكرُ البدا نعتٌ لمن يتقلبُ

ولولا البدا ما كان فيه تصرفٌ ... وكان كنارٍ دهرُها تتلهبُ

وكان كضوء مشرق بطبيعةٍ ... وبالله عن ذكر الطبائع نرغبُ

وكان المختار (٤) يصرح به، ويقول: بدا لي لكم؛ كذا وكذا.

ثم إن بعض القائلين بالبَدَاءِ قَسَّمُوا وفَصلُوا، فقالوا: إنما يجوز البداء عليه سبحانه فيما لم يطلعْ عليه عباده، ولم يُخْبِرْهم بكونه، دون ما أَطْلعَهُم عليه، وأَخْبرَهم بكونه.


(١) في الأصل: "كاذبين".
(٢) هو أبو الحسن، زرارة بن أعين الشيباني بالولاء، كان رأس الفرقة الزرارية من غُلاة الشيعة، توفي سنة (١٥٠) هـ. انظر "لسان الميزان" ٢/ ٤٧٣، و"الأعلام" ٣/ ٤٣.
(٣) نسبت هذه الأبيات لزرارة بن أعين في "شرح اللمع" للشيرازي ٢/ ١٩٢، و"الفائق في أصول الفقه" ٤/ ١٦، والإحكام" للآمدي ٣/ ١١٠.
(٤) هو المختار بن أبي عبيد بن مسعود الثقفي، خرج علي بن عبيد الله بن زياد والي البصرة بعد مقتل الحسين رضي الله عنه، فنفاه إلى الطائف، فانضمَّ إلى عبد الله بن الزبير رضي الله عنه، ثم توجه إلى الكوفة ودعا لإمامة محمد بن الحنفية، وقال بالبداء وادعى نزول الوحي عليه، فقتله مصعب بن الزبير سنة (٦٧) هـ. انظر "الكامل" لابن الأثير ٣/ ٣٥٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>