كتاب الواضح في أصول الفقه

القسم الثالث: مسائل الخلاف - * فصل هل يجوز الأخذ بالحديث الضعيف؟ - ج: 5 - ص: 21

"كلُّ النَّاسِ أَكْفَاء إلاَّ حائكاً أو حجَّاماً" (١) وأنتَ ضعَّفتَهُ؟ فقال: إنَّما ضعَّفْتُ إسنادَه، ولكنَّ العملَ عليه.

وكذلك قال في رواية ابن مشَيْش (٢)، وقد سأله عمَّن تحلُّ له الصَّدقةُ: إلى أيِّ شيءٍ تذهب في هذا؟ فقال: إلى حديث حكم بن جبير (٣). فقلتُ له: وحكيمُ بن جبير ثبتٌ عندكَ في الحديث؟ فقال: ليس هو ثَبتاً عندي في الحديث.

وكذلك قال مهنَّا: سألت أحمدَ عن حديث مَعمَر عن الزُّهْري عن سالم عن ابن عمر عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -: أنَّ غيلان أسلم، وعنده عشر نسوة (٤)؟ قال: ليسَ بصحيح، والعملُ عليه، كان عبدُ الرزاق يقولُ: عن معمر عن الزهري مرسلاً.

---

(١) في الأصل: "حائك أو حجَّام". والحديث أخرجه البيهقي ٨/ ١٣٤ - ١٣٥، وابن الجوزي في "العلل المتناهية" (١٠١٧) (١٠١٨) (١٠١٩)، من حديث ابن عمر، وقال أبن الجوزي: وهذا الحديث لا يصحُّ. وذكره ابن حجر في "التلخيص الحبير" ٣/ ١٦٤.
(٢) هو محمد بن موسى بن مشيش البغدادي، روى عن الإمام أحمد، وكان جاراً له، وكان يقدمه ويعرف حقه. "طبقات الحنابلة" ١/ ٣٢٣.
(٣) أخرج أحمد (٣٦٧٥)، وأبو داود (١٦٢٦)، والترمذي (٦٥١)، والنسائي ٥/ ٩٧، وأبن ماجه (١٨٤٠) من حديث عبد الله بن مسعود أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال "من سأل وله ما يغنيه، جاءت يوم القيامة خدوشاً، أو كدوشاً، في وجهه" قالوا: يا رسول الله، وما غِناه؟ قال: "خمسون درهماً، أو حسابها من الذهب".
(٤) فقال له رسول - صلى الله عليه وسلم -: "اختَر منهنَّ أربعاً". أخرجه أحمد (٤٦٠٩)، وابن أبي شيبة ٤/ ٣١٧، والدارقطني ٣/ ٢٦٩، وابن حبان (٤١٥٧)، والحاكم ٢/ ١٩٣.