للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عليهم- مُطبقة على استعمالِه في الأَحكام، فالأخْذُ به، والتعويلُ عليه فيما لانَصَّ فيه أَمر مقطوع به.

فمِن ذلك: قولُ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - لَمَّا سُئِلَ عن القُبْلَةِ في حقِّ الصَّائمِ: "أَرَأَيْتَ لو تَمَضْمَضْتَ؟ " (١) فانظر إلى استثارةِ المَعْنى؛ أَنَّ القُبْلةَ الْتِذاذٌ يَحصُلُ بالفَمِ؛ هو مَبْدا الاستثارة للشَّهوةِ التي تَنْتَهي إلى غايةِ الوَطَرِ، وهو الجِماعُ، فكذلك وصولُ الماءِ إلى محل لايحصلُ به الرِّيُّ، وإنَّما يحصلُ به الإحساسُ ببرودةِ الماء الذي هو مَبْدأ ينتهي إلى غايةِ الوَطرِ، وهو الرِّيُّ.

وقولُه - صلى الله عليه وسلم - للَّتي سَأَلَتْه عن إِدراك فريضةِ الحجِّ أَباها وهو شيخٌ كبيرٌ لا يَسْتمسِكُ، والحَجِّ عنه: "أَرَأَيْتِ لو كان على أَبيكِ دين؟ " (٢) فهذا في الإِلحاقِ والتًعْدِيَةِ، وتَشْبيهِ الشيءِ بنَظِيرِه، وإفاضةِ حُكْمِه عليه.

وإنما استثارَ العانيَ مثل قولِه: "إنما أَنْسَى لأَسُنَّ" (٣) إنما يأتيني (٤) النسيان لأسنَّ التلافي والجبران، "إِنما نَهَيْتُكم عنِ ادِّخارِ لحومِ الأَضاحي لأَجل الدَّافةِ" (٥)، وقال في القُبورِ: "كنت نَهَيْتُكم عن زيارةِ القبورِ، أَلا فزُورُوها؛ فإنها تُذَكِّرُكُمُ الآخِرةَ" (٦) "إِذا اسْتَيْقَظَ أَحدُكم مِن نومِه، فلا


(١) تقدم تخريجه ٢/ ٥٤.
(٢) تقدم تخريجه ٢/ ٥٤.
(٣) تقدم تخريجه ٢/ ٢٣.
(٤) في الأصل: "يلتقي".
(٥) تقدم تخريجه ٢/ ٥٢.
(٦) أخرجه أحمد ٥/ ٣٥٠، وأبو داود (٣٢٣٥)، والنسائي ٤/ ٨٩، من حديث بريدة الأسلمي

<<  <  ج: ص:  >  >>