للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ضِمْن قَلْبهِ، والنَّحو حَشْو ثَوْبهِ، والتَّصْرِيْف نشر بيْتهِ، والعَرُوض مِلْك يَده، والشِّعْر طَوْع طَبْعِهِ، والتَّرَسُّل بين أمْره ونَهْيهِ، ورأيتُ أسْبَابَهُ كُلّها أسْبَابَ مَنْ عَلِمَ أَنَّ العَيْشَ تَعْليل، وأنَّ المقام فيها قليل.

قال فيها: ورأيتُ من كُتُبه كتاب الفُصُول والغَايَات، وكتاب لُزُوم ما لا يَلْزَم، وكتاب زَجْر النَّابِح؛ وسبَبَ تَصْنِيفه هذا الكتاب أنَّ قَوْمًا من حُسَّادِهِ فَكُّوا من مَقَاطيْع له في كتاب لُزُوم ما لا يَلْزَم أبْيَاتًا كفَّروه فيها، وشَهِدُوا عليه باسْتحالة مَعَانيها، ومقاصد الشَّيْخ أبي العَلَاء فيها غير مقاصدِهم، ومَغَايصُهُ في مَعَانيها غير مَغَايصهم، فمن ذلك قولهُ (١): [من الخفيف]

إنَّما هذه المَذَاهِبُ أسْبَا … بٌ لجَذْبِ الدُّنْيا إلى الرُّؤَسَاءِ

غَرَضُ القَوْم [مُتْعةٌ] (a) لا يَرِقُّو … نَ لدَمْعِ الشَّمَّاءِ والخَنْسَاءِ

كالّذي قامَ يجمَعُ الزَّنْجَ بالبَصْـ … ـرَة والقِرْمِطِيَّ بالأَحْسَاءِ

وأوَّلُ الأبْيَات:

يا مُلُوكَ البِلَادِ فُزْتُم بنَسْءِ الـ … ـعُمْر والجَوْرُ شَأنَكُمُ في النِّسَاءِ

ما لكم لا تَرَونَ طرقَ المَعَالِي … قَدْ يَزُورُ الهَيْجَاءَ زيُّ (b) النِّسَاءِ

يَرْتَجي النَّاسُ أنْ يَقُومِ إمامٌ … نَاطِقٌ في الكَتِيْبَة الخَرْسَاءِ

كَذَبَ الظَّنُّ لا إمَام سِوَى الـ … ـعَقْل مُشِيْرًا في صُبْحِهِ والمَسَاء

فإذا ما أطَعْتَهُ جَلَبَ الـ … ـرَّحْمَة عندَ المَسِير والإرْسَاءِ

ثُمَّ يقُول: إنَّما هذه المَذَاهِبُ الأبْيَات الثَّلاثة، فأيُّ بأسٍ بهذا الشِّعْر، وهَلْ أتي القَوْمُ إلَّا من ضَعْفِ النَّحِيْزَ [ة] (٢) وسُوءِ الفِكْر.


(a) ساقطة من الأصل، والتعويض من اللزوميات، وشرحها.
(b) اللزوميات وشرحها: زير.

<<  <  ج: ص:  >  >>