للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

منه، فممَّا أوْرده وهو مَوْضُوعٌ عليه (١): [من الطويل]

إذا كان لا يحْظَى برِزْقك عَاقِلٌ … وتَرزقُ مَجْنُونًا وترزقُ أحْمَقَا

فلا ذنْبَ يا ربّ السَّماءِ على إمرئٍ … رَأى منْكَ ما لا يَشْتَهِي فتزنْدَقا

وهذا شِعْرٌ في غاية السُّقُوط والنُّزُول والهُبُوط، يقضي (a) على ناظمه بالجَهْل والعَمَه، والكُفْر والسَّفَه.

وممَّا أَوْرَد (٢) من الأشْعَار المَوْضُوعة على لِسَانه، البَعِيْدَة عن فَصَاحَته وبَيَانه (٣): [من الكامل]

صَرْفُ الزَّمان مُفَرِّقُ الإلفَيْن … فاحْكُم إلَهِي بين ذاكَ وبَيْني

أَنهيْتَ عن قَتْلِ النُّفُوسِ تَعمُّدًا … وبعثْتَ أنتَ لقَبضْها (b) مَلَكَين

وزَعَمْتَ أنَّ لها معَادًا ثانيًا … ما كان أَغْنَاهَا عن الحالَيْن

ولم يَعْزُ غَرْس النِّعْمَة شَيئًا من هذه الأشْعَار المَكْذُوبَة إلى كتاب يُعْتَمد عليه، ولا نَسَب رِوَايتها إلى نَاقِل أسْندها إليه، بل اقْتَصر في ذِكْرها كما ذَكَرَ على البَلَاغ، ولم يتأمَّل أنَّ مثلها ممَّا يُخْتَلق عليهِ زُورًا ويُصَاغ.

وقد نَسَجَ أبو يَعْلَى بن الهَبَّارِبَّة على مِنْوَال غَرْس النِّعْمَة من غير فِكْر ولا رَوِيَّة، فقال في كتابه المَوْسُوم بفَلك المَعَاني (٤)، المَشْحُون بقول الزُّور فيما ينْقُله


(a) مهملة الأول والثاني في الأصل.
(b) ياقوت: لقتلها، الصفدي (الوافي): وبعثت تقبضها مع الملكين، وفي نكت الهميان: وبعثت تأخذها.

<<  <  ج: ص:  >  >>