للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وشِعْره، إلَّا ما كان من مَدْحهِ لنَفْسهِ أو أحد من أهل بَيْتهِ كالقَاضِي التَّنُوخِيّ، والفُصَيْصِيّ، وما اضْطُرَّ إليه، فابتَدأهُ الشَّريفُ أبو إبْراهيم بالقَصِيدَة النُّونيَّة الّتي أوَّلُها: [من الخفيف]

غيرُ مُسْتَحْسَنٍ وصَالُ الغَوَاني … بعدَ ستِّينَ حِجَّةً وثَمَانِ

فأجابَهُ عنها بالقَصِيدَة المَكْتُوبَة في سَقْط الزَّنْد (١): [من الخفيف]

عَلِّلَاني فإنَّ بيْضَ الأمَانِي … فَنِيَتْ والظَّلَام (a) ليسَ بفَانِ

قُلتُ: والشَّريفُ المِحْبَرَة هو أبو عليّ مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن هارُون الهاشِميُّ الحَلَبِيُّ، وكان قد تَصَدَّى للسَّعْي بأبي العَلَاء، والتَّألْيب عليه، وكان من أكَابِر الحَلَبِيّينَ وفُقَهائهم، ولم يَسْقُط من سَطْح داره، لكنَّ مُعِزّ الدَّولَة ثِمَال بن صالح اعْتقله بقَلْعَة حَلَب سَنَة أرْبَعين وأرْبَعِمائة مع جَمَاعَةٍ من أكَابِر حَلَب، عندما طَرَق ناصِرُ الدَّوْلَة ابن حَمْدَان الشَّام، ثمّ قَتَلَهُ دونَهُم بسعَايةِ عليّ بن أحْمَد بن الأَيْسَر في سَنَة إحْدى أو اثْنَتَيْن وأرْبَعين، ولم يكُن الشَّريف أبو إبْراهيم مُحَمَّد بن أحْمَد ناظِم النُّونيَّة موْجُودًا، ولا أدْركَ زَمان ثِمَال فإنَّهُ تُوفِّي قبل الأرْبعمائة (٢)، ويُحْتَمل أنَّ أبا إبْراهيم المَذْكُور الّذي كان يُقَرِّظ أبا العَلَاء عند مُعِزّ الدَّولَة هو أبو إبْراهيم مُحَمَّد بن جَعْفَر بن أبي إبْراهيم، فإنَّهُ كان جَلِيْل القَدْر، محُتَرمًا عند صالح بن مِرْدَاس وثِمَال بن صالح، لكن الشِّعْر الّذي ذَكَرهُ لجدِّه أبي إبْراهيم الأكْبَر، واللهُ أعْلَمُ.

أنْبَأنَا الشَّريفُ أبو عليّ المُظَفَّر بن الفَضْل بن يَحْيَى العَلَويّ، قال: قَرأتُ بخَطِّ ابن سِنَان الخَفَاجِيّ في ذِكْر أبي العَلَاء بن سُلَيمان أنَّهُ تركَ أكل اللَّحْم


(a) ضوء السقط: والزمان.

<<  <  ج: ص:  >  >>