أخْبَرَنا أبو القَاسِم عبد الله بن الحُسَين بن عبد الله بن رَوَاحَة قراءةً عليه، قال: أخْبَرَنا أبو طَاهِر أحْمَدُ بن مُحَمَّد بن أحْمَد السِّلَفِيّ إجَازَةً إنْ لم يَكُن سَمَاعًا، ح.
وكَتَبَ إلينا أبو القَاسِم عِيسَىَ بن عَبْد العَزِيْز اللَّخْمِيّ من الإسْكَنْدَرِيَّة، قال: سَمِعْتُ أبا طَاهِر السِّلَفِيّ، يقول: سَمِعْتُ أبا الزَّاكِي حَامِد بن بَخْتِيار بن جَرْوَان النُّمَيْرِيّ الخَطِيب بالشَّمْسَانيَّة - مَدِيْنَة بالخَابُور - يقول: سَمِعْتُ القَاضِيَ أبا المُهَذَّب عَبْدَ المُنْعِم بن أحْمَد بن أبي الرُّوْس السَّرُوجِيّ، يقول: سَمِعْتُ أخي القَاضِي أبا الفَتْح، يقول: دَخَلْتُ على الشَّيْخ أبي العَلَاء التَّنُوخِيّ بالمَعَرَّة ذات يَوْم في وَقْتِ خَلْوة بغَير عِلْم منهُ، وكُنْتُ أتردَّدُ إليهِ وأقرأ عليه، فسَمِعْتُه وهو يُنْشد من قِيْلِهِ (١): [مخلع البسيط]
كم غُوْدرَتْ (a) غَادةٌ كَعَابٌ … وعُمِّرَتْ أمُّها العَجُوْزُ
أحْرَزَهَا الوالدَان خَوْفًا … والقَبْرُ حرْزٌ لها حَرِيْزُ
يَجُوزُ أنْ تُبْطِئَ المَنَايا … والخُلْدُ في الدَّهْر لا يَجُوْزُ
فصَبَرْتُ ساعةً، ثمّ سلَّمْتُ عليه، فَرَدَّ عليَّ وقال: يا أبا الفَتْح، متى أتَيْتَ؟ فقُلتُ: السَّاعَةَ، فأمَرَني بالجُلُوس، فجَلَسْتُ، وقُلتُ: يا سَيِّدَنا، أرَى في وَجْهكَ