للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أحْمَد، قال فيها: والشَّيْخ أبو العَلَاء المَعَرِّيّ فإنِّي وجَدتُهُ كما قال أبو الطَّيِّب (١): [من الكامل]

عَلَّامَة العُلَمَاء واللُّجُّ الّذي … لا يَنْتَهي ولكُلّ لُجّ سَاحِلُ

ولم يَكُن الْتقائي به في دَفْعَتين إلَّا قَدْر قبْسَة العَجْلَان، وخَفْقة النَّعْسَان.

أخْبَرَنا أبو إسْحاق إبْراهيم بن أبي اليُسْر شَاكِر بن عبد اللهِ بن مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الله بن سُلَيمان (٢)، قال: أخْبَرَني أبي أبو اليُسْر، قال: أخْبَرَني جَدِّي أبو المَجْدِ مُحَمَّد بن عبد الله، قال: كان ظَهَر بمَعَرَّة النُّعْمَان مُنْكَرٌ في زَمن صالح بن مِرْدَاسٍ، فعَمَدَ شُيُوخُ البَلَدِ إلى إنْكَار ذلك المُنْكَر، فأفْضَى إلى أنْ قتَلُوا الضَّامن بها، وأهْرقُوا الخَمْرَ، وخافُوا، فَجَمَعَهُم إلى حَلَب واعْتَقلهُم بها، وكان فيهم بعضُ بني سُليْمان، فجاء الجَمَاعَةُ إلى الشَّيْخ أبي العَلَاء، وقالوا له: إنَّ الأمرَ قد عَظُمَ وليس له غيرُكَ. فسار إلى حَلَبَ ليشْفَع فيهم، فدَخَل إلى بين يَدي صالح، ولم يَعْرِفْهُ صالح، ثمّ قال له: السَّلام عَليْكَ أيُّها الأَمِيرُ. الأَمِيرُ أبْقَاهُ اللهُ كالسَّيْف القَاطع، لأن وسَطُهُ، وخَشُنَ جَانِباه، وكالنَّهَار الماتِعِ، قاظَ وَسَطُهُ، وطَابَ جَانباهُ، {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ} (٣)، فقال له: أنتَ أبو العَلَاء؟ فقال: أنا ذاكَ. فرفعَهُ إلى جانبهِ، وقضَى شُغْلَهُ، وأطْلَقَ له مَنْ كان من المُحَبَّسيْنَ من أهْل المَعَرَّة، فعَمِل فيه، قال لي: قال لي أبي: قال لي جَدِّي: وأنْشَدَنيها لنفسِهِ (٤): [من المتقارب]

ولمَّا مَضَى العُمْرُ إلَّا الأقَلَّ … وحَانَ (a) لرُوْحِي فِرَاق الجَسَدْ


(a) في اللزوميات وشرحها وزبدة الحلب: وحم، وهي رواية يوردها ابن العديم فيما بعد.

<<  <  ج: ص:  >  >>