للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

طالَ انْتظَاري لغَوْث منْكَ آمُلُه … وما أرَى منْكَ ما أصبَحْتُ مُرْتَقبا

ولو عَلمُت يَقِيْن العلم من خَبَري … وما نَهَضْتُ لهُ في اللهِ مُحْتَسِبا

لَسِرْتُ نحو امْرئٍ قد جَدَّ مُجْتَهدًا … حتَّى يكُون لِمَا تَسْعَونَهُ سَبَبَا

أجَادَ مَرْوَان في بَيْتِ أرادَ بهِ … عَيْنَ الصَّوَابِ وما أخْطَا وما كَذبا

إذْ قال حين رَأى الدُّنْيا تَمِيدُ بهم … بَعْدَ الهُدُوّ وصَارَ الحَبْلُ مُنْقَضِبَا

إنِّي أرَى فِتَنًا تغلي مَراجِلُها … فالمُلكُ بَعْدَ أبي لَيْلَى لمَنْ غَلَبَا

ولهُ إليه أيضًا [من الكامل]

قُلْ للأَمِيْرِ ابنِ المُوَفَّقِ للهُدَى … حتَّامَ عن أهْلِ الضَّلَالةِ يُطْرقُ

جَرِّدْ خُيُولَ العَزْم هذا وَقْتُها … وأخُو العَزِيْمَةِ في الخُطُوبِ مُحَقّقُ

اصْدُق بني الأعْدَاءِ ضَرْبًا وَقْعُهُ … يُنْبي الطُّلَا قدمًا فمثلُكَ يَصْدق

هذا وأنْتَ أبو الفُتُوح وأُمُّها … وأخُو الحُرُوب غَدَاة يحْمِي الفَيْلَقُ

لا تَجْزَعَنَّ فقد جَرَى لكَ سَانِحًا … طيرُ السَّعَادَةِ بالبشَارَةِ يَنْطِقُ

ولقد هَتَكتُ جُمُوعَهم لكَ عندَهُ … وكشَفْتُ رَأسِي حين حَان المصْدَقُ

وحَسَرتُ جِلْبَابَ التَّسَتُّرِ سَاحِبًا … ذَيْلَ النَّصِيْحةِ والنَّصيْحُ يُصَدَّقُ

وجَمَعْتُ من صِيْدِ القَبَائِلِ حَجْفَلًا … لو رَامَ يَأْجُوجًا إذًا لتَمزَّقُوا

وأَقَمْتُ سوقًا للضّرابِ تِجَارُها … بِيْضُ الصَّفَائِح والوَشِيْجُ الأزْرَقُ

فالبِيْضُ من ظَمأٍ تعجُّ ظُبَاتُها … ولَطالَما ظلَّتْ بها لا تَشْرَقُ

قد جُرِّدَتْ للضَّرْبِ دُونَ مُوَفَّقٍ … أعْدَاؤُهُ في نَكْثِهِمْ ما وُفِّقُوا

بِيْضًا مُصَقَّلَةً فلَيْتَ مُتُونَها … بدِمَاءِ مَنْ نَكَثَ العُهُودَ تُخَلَّقُ

هذا ما ذكَرَهُ في هذه الرِّوَايَة. وذكَرَ غيره أنَّ الأبْيَات البائيَّة كَتَبَها مع كتابٍ، ووصَلَ الكتابُ إلى أحْمَد بن المُوَفَّق وهو بحَلَب، وبها ابن كُنْدَاج وابنُ أبي السَّاج،

<<  <  ج: ص:  >  >>