للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ووُجئَ في الطَّريق بين أصْبَهَان ومَدِينَهَ السَّلام ليْلةً، ومَضَى إلى رَحْمَة اللَّه سَنَة خَمْسٍ وثمانين وأرْبَعِمائة.

وما كانت إلَّا زَوال بَرَكَته وحِشْمَته حتَّى تغيَّرتِ الأُمُور، واضْطَرَبت المَمْلَكَة، وتَشَوَّشَت أُمُور العَالَم، ونُسِيَتْ تلك الرُّسُوم، وما رَكَدَتْ بعد سنين آثار تلك النَّائِرة، والظَّنّ أنَّها لا تَعُودُ إلى مثْل ذلك، واللَّهُ أعْلَمُ.

قال أبو سَعْد: سَمِعَ بأصْبَهَان أبا مُسْلِم مُحَمَّد بن عليّ بن مَهْرَبُزُد الأدِيْب، وأبا مَنْصُور شُجاع بن عليّ بنشُجاع المَصْقَلِيّ، وبنَيْسَابُور أبا القَاسِم عَبْد الكَريم بن هَوَازِن القُشَيْريّ، وأبا حَامِد أحْمَد بن الحَسَن الأزْهَريّ، وخَلقًا يَطُول ذِكْرهُم.

رَوَى لنا عنْهُ عمِّي الشَّهِيْد أبو مُحَمَّد الحَسَنِ بن مَنْصُور السَّمْعَانيّ، وأبو بشر مُصْعَبُ بن عَبد الرَّزَّاق المُصْعَبيِّ بمَرْو، وأبو نصْر مُحَمَّد بن مَحْمُّود الشُّجَاعِيّ بسَرْخَس، وأبو الحُسَين مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن السَّهْلِكيّ ببِسْطَام، وأبو القَاسِم إسْمَاعِيْل بن مُحَمَّد بن الفَضْل الحافِظ بأصْبَهَان، وأبو القَاسِمِ عليّ بن طَرَّاد بن مُحَمَّد بن عليّ الزَّيْنَيِّ ببَغْدَاد، كَتَب عنهُ إمْلاءً بجامع الرُّصَافَة، وأبو الفَتْح نَصْر اللَّه بن مُحَمَّد بن عَبْد القَوِيّ اللَّاذِقيِّ بدِمشق، وأبو الفتح مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَبْد اللَّه البِسْطَامِيّ ببَلْخ.

أنْبَأنَا أبو اليُمْن زَيْدُ بنُ الحَسَن، عن أبي مَنْصُور بن الجَوَالِيْقيّ، عن الخَطِيب أبي زَكَرِيَّاء التَّبْريْزِيّ أنَّ فَخْرَ المُلْك ابن نِظَامِ المُلْك حَدَّثَهُ أنَّ وَالدَهُ كان يَكْتُب للأَمِيْر يَاخُر صَاحِب بَلْخ، وفي رَأس كُلّ حوْل يُصَادره، ويأخُذ ما معه، ويقُول له: قد سَمِنْتَ، ويَدْفع إليه فَرَسًا ومِقْرَعَة، ويقُول: هذا يَكْفِيكَ، فلمَّا طال عليه هَرَبَ منه، ولَقِيَهُ أصْحَابُ يَاخُر فأخَذُوه وهو على فَرَسٍ بَطيء فلقي رِكَابيًّا فأعْطَاهُ فَرَسَهُ، فقَوِيت نَفْسُه، وهَرَبَ منهم، ودَخَل إلى دَاوُد بن مِيْكائِيِل، فلمَّا رآهُ أخَذَ

<<  <  ج: ص:  >  >>