بيَده، وسَلَّمه إلى وَلدِه ألْب أَرَسْلَان وقال له: هذا حَسَنُ الطُّوْسيّ فتَسَلَّمُهُ، واتَّخَذَهُ وَالدًا، ودَخَل يَاخُر في الحال، وقال: هذا كَاتبي وقد أخَذَ أمْوَالي، وكان قد رَكِب خَلْفَه، فقال له دَاوُد: لا خِطَابَ لكَ معي، والخِطَابُ لوَلدِي مُحَمَّد، فلم يَتَمكَّن من خِطَابِه، ولمَّا خَاطَبَهُ فيه لَم يَسْمَح بهِ.
أخْبَرَنا عَبْدُ المُطَّلِب بن الفَضْل، قال: أخْبَرَنا أبو سَعْد السَّمْعَانيّ، قال: سَمِعْتُ أبا مَنْصُور عليّ بن عليّ بن عَبْد اللَّه الأَمِين يقُولِ: سَمِعْتُ الأَمِير أبا الحُسَيْن العُبَّادِيّ يَقُول: حين جَاءَنا نَعِيُّ نِظَام المُلْك في شَهْر رَمَضَان سَنَة خَمْسٍ وثمانين، قال: كُنْتُ بسَرْخَس في مَجْلِس شَيْخي أبي عليّ الفَارَمَذِيّ فقال في أثْناء كَلَامِهِ: وهذا الحَسَن سَدٌّ للفِتَن، مُشْفِقٌ على المُسْلمِيْن، وكان يُشِيْرُ إليهِ، فنَظَرتُ فإذا النِّظَام جَالِسٌ تَحْتَ سَرِيْره، ثمّ قال الأَمِير العُبَّادِيّ: أخافُ بعد قَتْله ظُهُور الفِتَن؛ فإنَّ الشَّيْخ قال: هو سَدٌّ للفِتَن.
أخْبَرَنا عَبْدُ المُطَّلِب، قال: أخْبَرَنا أبو سَعْد بن أبي بَكْر بن أبي المُظَفَّر، قال: قَرأتُ بخَطِّ وَالدِي رَحِمَهُ اللَّهُ: سَمِعْتُ الفَقِيه الأجَلّ أبا القَاسِم -يعني عَبْد اللَّه بن عليّ بن إسْحَاق، أخا نِظَام المُلْك- يَقُول: كان أخي نِظَام المُلْك يُمْلِي بالرَّيّ، فلمَّا فَرَغ قال: إنِّي لأعْلِم أنِّي لسْتُ أهْلًا لِمَا أتَولَّاهُ من هذا الإمْلَاءِ، لكنِّي أُرِيْدُ أَرْبِطُ نَفْسِي على قِطَار نَقَلَة (a) حَدِيْث رسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عليه وسلّم.
وقال: قال وَالدِيّ، رَحِمَهُ اللَّهُ، وحَمِعْتُه -يعني الفَقِيه الأجَلّ- يَقُول: سَمِعتُهُ -يعني نِظَام المُلْك- يقُول: مَذْهَبي في عُلُوّ الحَدِيْث غير مَذْهَب أصْحَابنا، إنَّهُم يَذْهبُونَ
(a) في الأصل: بغلة، وفي الهامش بخط مغاير لخط المتن: "تصويبه: نقلة"، والمثبت موافق لما عند ابن الجوزي المنتظم ١٦: ٣٠٤، والسبكي: طبقات الشافعية الكبرى ٤: ٣١٨.