للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إلى أنْ الحَدِيْث العَالِي ما قَلّ رُوَاتُهُ، وعندي: أنَّ الحَدِيْث العَالي ما صَحَّ عن رسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّم، وإنْ بَلَغَتْ رُوَاتُهُ مائة.

قَرأتُ بخَطِّ الحَسَن بن جَعْفَر بن عبد الصَّمَد بن المُتَوَكِّل، وأنْبَأنَا به أبو الحَسَن ابن المُقَيِّر عنه، قال: حَدَّثَني الشَّيْخُ الإمَام أحْمَد بن محمُود بن إبْراهيم الضَّرِيْر الأَزَجِيّ المَعْرُوف بابنِ الصَّيَّادِ، صَاحِب الشَّيْخ أبي سَعْد المُعَمَّر بن عليّ بن المُعَمَّر الوَاعِظ المَعْرُوفُ بابنِ أبي عِمَامَة، قال: سَمِعْتُ من لَفْظ الشَّيْخ أبي سَعْد الوَاعِظ قال: لمَّا قَدِمَ السُّلْطانُ مَلِك شَاه إلى بَغْداد، كان وَزِيره الحَسَنَ بن عليّ بن إسْحَاق، نِظَام المُلْك، في سَنَة ثَمانين وأرْبَعمائة، قَصَدَ النَّاسُ نِظَام المُلْك، واسْتَجْدَوْهُ، وكَثُر عليه النَّاسُ والشُّعَراء، فلم يَرُدَّ أَحدًا ممَّن قَصَدَهُ، حتَّى قيل إنَّهُ لمَّا خَرَجَ إلى النَّهْرَوَان تقدَّم بأنْ يُثْبَت ما خَرَجَ منه مُدَّة مقامِهِ، فكان مائة ألف ونَيِّف وأرْبَعين ألف دِيْنار.

أخْبَرَنا أبو هاشِم بن أبي المَعَالِي الحَلَبِيّ، قال: أخْبَرَنا عَبْدُ الكَريم بن مُحَمَّد بن مَنْصُور، قال: وقَرأتُ بخَطِّ وَالدِي: سَمِعْتُ الفَقِيه الأجَلّ -يعني أبا القَاسِم عَبْد اللَّه بن عليّ بن إسْحَاق- يَقُول: كُنْتُ بمَكَّة، وأَرَدْنا الخُرُوج إلى عَرَفَات، فأخْبَرَني رَجُلٌ أنَّ إنْسَانًا من الخُرَاسَانيَّة ماتَ في بعض الزَّوَايا، وأنَّهُ انْتَفَخَ وفَسَد، ولزمَني القيام بحَقِّه لمَّا أُدِّيَتِ الأمَانَةُ إليَّ فيه، فتَمَكَّثْتُ لذلك. قال: فرَآني بعضُ مَنْ كان يَأْتَمِنُهُ الصَّاحِبُ نِظَام المُلْك على أُمُور الحَاجّ، فقال لي: ما وقُوفكَ هَا هُنا والقَوْم قد ذَهَبُوا؟ فقُلتُ: أنا وَاقِفٌ لكَذا وكذا، فقال: اذْهَب ولا تَهْتَمّ لأمْر هذا المَيِّت؛ فإنَّ عندي خَمْسِين ألْف ذِرَاع من الكِرْبَاس لتَكْفين المَوْتى من جِهَة الصَّاحِب نِظَام المُلْك.

أخْبَرَنا أبو هاشِم بن أبي المَعَالِيّ، قال: أخْبَرَنا تاج الإِسْلَام أبو سَعْد السَّمْعَانيّ، قال: وكان أكْثَر مَيْله إلى الطَّائِفَة المُتَصَوِّفَة مع الإيْمان بما كانوا يَتَوسَّلُون بهِ إليهِ

<<  <  ج: ص:  >  >>