للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بعضَ الجَنَائِبَ، ويَصْلح من شَأنه، وأخَذَ في اصْطِناعِهِ، وإنَّما أرادَ ليَمْتَحن فَضْلَهُ وعِلْمَهُ باللُّغَة، فإنَّ عَيِيَ في اللِّسَان وأَعْيَى في المَشْي.

قال: وذُكِرَ أنَّهُ وَلَّى رَجُلًا قَضاءَ سرْخَس، فلم يَرْتَض طَرَائقَهُ فيه، فصَرَفَهُ بآخر، وتَوَسَّل المَعْزُول بشَفَاعَةِ بعض الأكَابِر، فوقَّع نِظَام المُلْك على ظَهْر كتاب الشَّفَاعَة: قَلَّدْنَاهُ أمْرًا عَظِيم الخَطر، ليَوْم الفَزَع الأكْبَر، فاثَّاقَل وتقَاعَد عن حُسْن القِيَام بهِ، ولَم يُبَال بالتَّفْرِيطِ في جَنْب اللَّهِ، ألَم يَعْلَم أنَّهُ المُقَلَّدُ لا المُخَلَّد!.

أخْبَرَنا أبو هاشِم، قال: أخْبَرَنا أبو سَعْد، قال: سَمِعْتُ أبا الحَسَن عليّ بن أحْمَد بن الحُسَين اليَزْدِيّ الفَقِيه، قال: سَمِعْتُ أبا نَصْر مَحْمُود بن الفَضْل الأصْبَهَانِيّ يَقُول: سَمِعْتُ نِظَام المُلْك أَبا عليّ الحَسَن بن عليّ بنِ إسْحَاق الوَزِير، برَّدَ اللَّهُ مَضْجِعَهُ، يَقُول: رَأيْتُ في المَنَام إبْلِيْسَ في صُوْرة رجُلٍ طُوَال مصْفَار اللَّوْن كَوْسَجًا، فلمَّا وَقَع بَصَري عليه عَرَفتُ أنَّهُ إبْلِيْسُ، فمُلتُ: لا حَوْل ولا قُوَّةَ إلَّا باللَّه، فلم يَبْرح من مَوضِعِهِ فأعدْتُ هذه الكَلِمَة عليه مَرَّات بصَوْتٍ، وأنا أقُول في نَفْسِي: ما أعْجَبَ ذلك، هذا إبْلِيْسُ ولا يَهْربُ من قَوْل لا حَوْل ولا قُوَّةَ إلَّا باللَّهِ، فكُنْتُ في ذلك وأنا رَافِع صَوْتي بها إذ تَرَآى لي بَيْتٌ خَلْفَ ظَهْره فدَخَلَ، فقُلتُ لَهُ: يا لَعِيْن، أنْتَ خَلَقَك اللَّهُ وأمَرَكَ بسَجْدةٍ واحدةٍ، فَخالفْتَهُ، حتَّى لعنَكَ ولَعَنَ مُتَابعِيْكَ، وأنا الحَسَن بن عليّ بن إسْحَاق أمَرَني بالسَّجْدَة، فأَسْجُد له كُلَّ يَوْم سَجْدَات، لا جَرَمَ ما من حَاجَةٍ أرْفَعُهَا عليه إلَّا ويَسْتَجِيْبُها لي وأنا في كُلِّ نِعْمَة ورَاحةٍ منه. فقال: [من مخلع البسيط]

مَنْ لَم يَكُنْ للوِصَالِ أهْلًا … فكُلُّ إحْسَانِهِ ذُنُوبُ

أخْبَرَنا أبو هاشِم، قال: أخْبَرَنا أبو سَعْد، قال: قَرأتُ بخَطِّ وَالدِي رَحِمَهُ اللَّهُ: سَمِعْتُ الفَقِيهَ الأجَلَّ أبا القَاسِم عَبْد اللَّه بن عليّ بن إسْحَاق يَذْكُر أنَّ الصَّاحِب

<<  <  ج: ص:  >  >>