للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولقائلٍ أن يُجيبَ عن هذا: بأن استصحابَ الحالِ تمسك واجبٌ بأصلٍ موضوع، وهاهنا لا يثبتُ أنَه قاسَ حتى يعلم سلامتَه من النقضِ.

فإِنْ قال المستدلُّ: انا أَحملُ هذه المسألةَ على مُقْتضى القياسِ، وأثبتُ فيها مِثْلَ حُكْمِ علتي. قيل: هذا إثبات لمذهب صاحبك بالقياسِ، وليس لك هذا، إلاّ أن يُنْقَلَ عنه أنه عللَ هذا الَحُكْمَ بهَذه العِلةِ فيُجْريها (١).

فصل

وإذا نُقِضَتِ العِلةُ، فالجوابُ عنها من وجوه:

أحدُها: أنَّ لا يُسَلَمَ للناقضِ مسألةَ النقْضِ. وذلك مثل أنَّ يقولَ الشافعيُّ في المخالفِ عند هلاكِ السلعةِ: إنَه فَسْخُ بَيْع يصح ردِّ العَيْنِ، فيصحُّ مع رد القيمة، كما لو اشترى ثَوْباً بَعْبدٍ وتقابَضا، ثم هلك العَبْدُ ووجد مُشْتري الثوبِ بالثوْبِ عَيْباً.

فيقول الحنفيُّ: هذا يبطُل بالإقالةِ (٢).

فيقول الشافعيُّ: لا أسلمُ الإِقالةَ، فإنها تجوزُ عندي مع هلاكِ السلْعةِ.

والثاني: أن لا يُسَلَمَ وجودَ العِلةِ.


(١) "شرح الكوكب المنير" ٤/ ٢٨٧.
(٢) انظر"رحمة الأمةِ": ٢٧٤، و" ملتقى الأبحر" ٢/ ٣٣، وانظر"عون المعبود" ٩/ ٣٣١، و"سنن ابن ماجه" (٢١٩٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>