للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الدقة والأمانة. إلا أن التعصب وضيق النظر قد أدى ببعض المحدثين إلى مثل هذه الأقوال. فقد ذكرت المصادر أن محمد بن الحسن حضر مجلس أبي حنيفة سنتين أو أكثر (١)، وأنه صحب أبا حنيفة وأخذ عنه الفقه ثم عن أبي يوسف (٢). كما أن عمره عند وفاة أبي حنيفة كان ثمانية عشر عاماً، وهي سن تكفي لسماع الكثير من الفقه والعلم وخصوصاً للطالب النبيه.

[ب - الإمام أبو يوسف (ت. ١٨٢)]

وقد تقدم آنفاً أنه أتم تحصيل الفقه على أبي يوسف. وهو أمر غني عن البيان كما تراه واضحاً في كتاب الأصل أيضاً. وسيأتي مزيد بيان لذلك أثناء الكلام على كتاب الأصل. وقد سمع منه الجامع الصغير، فجمع فيه المسائل التي رواها عنه عن أبي حنيفة.

[ج - الإمام مالك بن أنس (ت. ١٧٩)]

قال الشافعي: "كان محمد بن الحسن يقول: سمعت من مالك سبعمائة حديث ونيفاً إلى الثمانمائة لفظاً، وكان أقام عنده ثلاث سنين أو شبيهاً بثلاث سنين" (٣).

قال ابن حجر: "وكان مالك لا يحدث من لفظه إلا قليلاً، فلولا طول إقامة محمد عنده وتمكنه منه ما حصل له عنه هذا. وهو أحد رواة الموطأ عنه، وقد جمع حديثه عن مالك، وأورد فيه ما يخالفه فيه، وهو الموطأ المسموع من طريقه" (٤).

وكان إذا وعد الناس أن يحدثهم عن مالك امتلأ الموضع الذي هو فيه


(١) طبقات الفقهاء للشيرازي، ١/ ١٤٢؛ وتهذيب الأسماء، ١/ ٩٨؛ ووفيات الأعيان، ٤/ ١٨٤.
(٢) الجواهر المضية، ٢/ ٤٢.
(٣) الجرح والتعديل، ١/ ٤ - ٥؛ وحلية الأولياء، ٦/ ٣٣٠؛ وسير أعلام النبلاء، ٩/ ١٣٥؛ الجواهر المضية، ٢/ ٤٢.
(٤) تعجيل المنفعة، ٣٦١.

<<  <  ج: ص:  >  >>