للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قلت: أرأيت الرجل يرسل فهده على الصيد - والفهد إذا أُرسل كَمَن ولا يتبع الصيد حتى يستكمن (١) فيمكث ساعة ثم يأخذ الصيد فيقتله- هل يؤكل؟ قال: نعم (٢). قلت: أرأيت الكلب يرسله الرجل فيصنع كما يصنع الفهد أيؤكل صيده؟ قال: نعم، لا بأس به.

قلت: أرأيت الكلب يرسل على الصيد فيأخذه فيقتله، ثم يأخذ صيداً آخر فيقتله (٣)، أيأكلهما جميعاً؟ قال: نعم. قلت: ولم؟ قال: لأنه بمنزلة رجل يرمي (٤) بالسهم فيصيب صيدين (٥) فيقتلهما؛ لأنه في وجهه ذلك بعد. قلت: أرأيت إن أخذ الأول فقتله ثم جَثَمَ عليه طويلاً من النهار ثم مر به صيد آخر فاشتد عليه فأخذه أيأكله؟ قال: لا. قلت: ولم؟ قال: لأنه قد مكث على ما وصفت، وإنما يؤكل إذا أخذ (٦) الأول ثم اتبع (٧) الآخر مكانه، فإذا مكث طويلاً كما ذكرت فهذا قد خرج من حال الإرسال الأول، ولا يؤكل ما أخذ بعد ذلك إلا بإرسال مستقبل.

[باب ما لا يؤكل من صيد الكلب]

قلت: أرأيت الكلب إذا كان غير معلم أيؤكل صيده؟ قال: لا. قلت: ولم؟ (٨)، قال: لأنه ليس بمعلم (٩). ألا ترى إلى قول الله تعالى في كتابه: {تُعَلِّمُونَهُنَّ مِمَّا عَلَّمَكُمُ اللَّهُ} (١٠).


(١) ت: يستمكن.
(٢) ف - هل يؤكل قال نعم.
(٣) ت - ثم يأخذ صيداً آخر فيقتله.
(٤) ت: رمى.
(٥) ت: صيدان.
(٦) م - أخذ؛ صح هـ.
(٧) ت: فأبيع.
(٨) ت: لم.
(٩) ت: غير معلم.
(١٠) يقول تعالى: {يَسْأَلُونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَمَا عَلَّمْتُمْ مِنَ الْجَوَارِحِ مُكَلِّبِينَ تُعَلِّمُونَهُنَّ مِمَّا عَلَّمَكُمُ اللَّهُ فَكُلُوا مِمَّا أَمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ وَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ} (سورة المائدة، ٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>