للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وللإشارة إلى قياس الأَوْلى تستعمل ألفاظ مثل: "أشد، أعظم، أولى" ونحو ذلك مما يفيد التفضيل والترجيح (١). وفي موضع آخر استعمل فعل "عدّيتم" من مصدر التعدية (٢). وقد استعملت كلمة التعدية في تعريف القياس فيما بعد عند الأصوليين (٣). وفي معنى الاعتراض على القياس وإيراد المسائل التي تخالف قياساً ما لبيان فساد ذلك القياس فإنه يستعمل كلمة "يدخل" وما يشبهها (٤).

وقد استعمل القياس مع كلمة "النظر" حيث يقول: "السنَّة والآثار في هذا معروفة مشهورة لا يحتاج معها إلى نظر وقياس " (٥). وبالنظر إلى أمثلة أخرى أيضاً يتبين أن كلمة النظر تستعمل بمعنى الاجتهاد والفكر الفقهي (٦). وقد استعمل كلمة القياس في الأصل في بعض المواضع بمعنى قياس الأصول، أي القواعد العامة. فمثلاً العمل باليقين وعدم الالتفات إلى الشك الطارئ عليه والمعبر عنه بقاعدة "اليقين لا يزول بالشك" قد سمي قياساً (٧).

[٣ - فائدة القياس]

إن القياس الذي يستعمل في الأصل في معنى أوسع من معناه الاصطلاحي المتأخر يعمل كآلية لتحقيق الانسجام الداخلي والترابط والتناسق بين فروع المذهب، فبواسطته تترابط الفروع لتشكل نسقاً واحداً منتظماً، وتُنقح المسائل وُيقرر ما يقبل من المسائل وما لا يقبل. ولذلك ترى في مواضع كثيرة من الكتاب عبارات مثل: "ينبغي في القياس" ونحو ذلك (٨).


(١) الأصل للشيباني، ٨/ ١ و، ١١ ظ، ٥٢ و، ٥٧ و، ٦٠ ظ، ١٠٨ و، ١٦٨ ظ، ١٨٣ ظ، ٢١٠ ظ، ٢/ ٨٣ و، ١٠٦ ظ، ٩/ ١٣ و، ٢٧ ظ، ٥٣ و، ٥٩ و.
(٢) الحجة للشيباني، ٢/ ٦٦٥.
(٣) أصول السرخسي، ٢/ ١١٨؛ التوضيح لصدر الشريعة، ٢/ ٥٢.
(٤) الأصل للشيباني،١/ ٩٨ ظ، ١٠٢ و؛ الحجة للشيباني، ١/ ٣٤، ٧٧.
(٥) الحجة للشيباني، ١/ ٣١٦. وانظر لمثال آخر: نفس المصدر، ٢/ ٤٨٢.
(٦) الحجة للشيباني، ٢/ ٥٦٨، ٥٦٩.
(٧) الأصل للشيباني، ١/ ٦ و - ٦ ظ.
(٨) الأصل للشيباني، ١/ ٢١٧ و، ٣٢٢ و، ٢/ ١٢١ و، ٣/ ٤٤ و، ٢٤١ ظ، ٤/ ٦١ ظ، ٢٤٢ ظ، ٢٤٥ و، ٨/ ٢١٠ و.

<<  <  ج: ص:  >  >>