للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من أمصار المسلمين، لأن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أجلاهم من المدينة (١). وجاء عن علي - رضي الله عنه - أيضاً أنه أجلاهم من الكوفة. وإن كان لأحد منهم دار في مصر من أمصار المسلمين يجبر على بيعها. وإن اشترى داراً في مصر من أمصار المسلمين كان الشراء جائزا وأجبر (٢) على بيعها. ولا بأس إذا سكنوا خارجاً من العصر أن يَفِدُوا إلى العصر فيتسوّقوا منه يومهم (٣) ثم يروحوا إلى مساكنهم. قال: ولا ينبغي أن يتركوا أن يبنوا بِيعة ولا كنيسة ولا بيت نار في مصر من أمصار المسلمين ولا في غير مصر من دار المسلمين. وإن كان لهم كنيسة أو بِيعة أو بيت نار فصولحوا عليه فكان ذلك في غير مصر ترك ذلك لهم. وإن انهدم ذلك تركوا أن يعيدوه. وإن اتخذ المسلمون في ذلك الموضع مصراً أخذوا وهدمت (٤) بيعهم وكنائسهم من ذلك الموضع، وتركوا أن يبنوا مثلها في غير المصر. وبهذا القول نأخذ.

باب ما جاء عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه في أهل نجران وبني تغلب وكيف الحكم فيهم والثمرة التي تؤخذ منهم (٥)

بسم الله الرحمن الرحيم، هذا كتاب محمد النبي - صلى الله عليه وسلم - لأهل نجران إذ (٦)


(١) ت: في المدينة. يقول تعالى: {هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ دِيَارِهِمْ
لِأَوَّلِ الْحَشْرِ مَا ظَنَنْتُمْ أَنْ يَخْرُجُوا وَظَنُّوا أَنَّهُمْ مَانِعَتُهُمْ حُصُونُهُمْ مِنَ اللَّهِ فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَاأُولِي الْأَبْصَارِ (٢) وَلَوْلَا أَنْ كَتَبَ اللَّهُ عَلَيْهِمُ الْجَلَاءَ لَعَذَّبَهُمْ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابُ النَّارِ} (سورة الحشر، ٢ - ٣). والآية في إجلاء يهود بني النضير من المدينة. وقصتهم معروفة مشهورة في السيرة. انظر: صحيح البخاري، المغازي، ١٤؛ وصحيح مسلم، الجهاد، ٦١، ٦٢؛ والسيرة النبوية لابن هشام، ٤/ ١٤٤ - ١٥٦.
(٢) ت: وأجير.
(٣) ف: مؤنتهم؛ ت: يومنهم.
(٤) م ف ت: وأهدم.
(٥) ف ت - التي تؤخذ منهم.
(٦) م ف ط: إذا. وقال ابن سعد: أنه. انظر: الطبقات الكبرى، ١/ ٢٨٧. والتصحيح من دلائل النبوة للبيهقي، ٥/ ٣٨٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>