للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أبي سليمان الجوزجاني. وروى أبو حفص أيضاً نوادر عن الإمام محمد (١). كما أن له فتاوى أبي حفص الكبير (٢)، وفوائد أبي حفص الكبير (٣). ويذكر الفقهاء الأحناف أقواله في كتب المذهب (٤). وله اختيارات يخالف فيها جمهور الحنفية (٥). وكان له مسجد ينسب إليه، حتى إن بعض علماء الأحناف استدل على اختيار الإخفاء في قنوت الوتر للمنفرد بأن ذلك هو المتوارث في مسجد أبي حفص الكبير (٦). وقد نقلت عنه بعض الأقوال في الزهد والتصوف (٧). مات أبو حفص ببخارى في المحرم سنة ٢١٧ (٨). وكان قبره معروفًا ببخارى يزار، ويسمى التل المدفون عنده بتل أبي حفص الكبير (٩). وقد استمر نسله من بعده في خدمة الفقه والعلم حتى القرن الرابع الهجري، وربما بعد ذلك أيضاً (١٠).

[٣ - داود بن رشيد]

هو أبو الفضل الهاشمي مولاهم، أصله خوارزمي من أهل خراسان. ولد في حدود سنة ١٥٩. وهو من أصحاب محمد بن الحسن، ومن


(١) انظر مثلاً: بدائع الصنائع، ١/ ١٨٤.
(٢) البحر الرائق، ٢/ ٣٠٨.
(٣) كشف الظنون، ٢/ ١٢٩٤؛ وحاشية ابن عابدين، ٤/ ٥٣٤.
(٤) انظر مثلاً: المبسوط، ١/ ٧٠؛ ٣/ ١٧٦؛ والفتاوى الهندية، ١/ ٩٢، ١٢٣؛ ٢/ ٢٦٣، ٢٦٩؛ ٥/ ٢٩٩؛ ٦/ ١٤٣.
(٥) الفوائد البهية، ١٨. منها أن نية الإمامة للإمام شرط للاقتداء، وهذا اختيار الكرخي والثوري وإسحاق وأحمد في المشهور. انظر: نفس المصدر.
(٦) فتح القدير، ١/ ٤٣٨.
(٧) شعب الإيمان للبيهقي، ٧/ ٢١٨؛ وإغاثة اللهفان لابن قيم الجوزية، ١/ ١٢٥.
(٨) سير أعلام النبلاء، ١٠/ ١٧٥ - ١٥٩؛ وتاريخ الإسلام للذهبي، ١٥/ ٣٩ - ٤١.
(٩) التحبير في المعجم الكبير، ١/ ٧١؛ ٢/ ١٨٢، والجواهر المضية، ٢/ ٩٣؛ والضوء اللامع، ٢/ ١٩٥.
(١٠) فمن أحفاده محمد بن أحمد البخاري (ت.٣٧٣). قال الحاكم النيسابوري: كانت الفتوى والرئاسة في بيوتهم من وقت محمد بن الحسن. انظر: الجواهر المضية (تحقيق: عبدالفتاح الحلو)، ٣/ ٥٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>