للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قال: قلت لعبدالله بن عمر: إني رجل أكري إبلي إلى مكة (١)، أفيجزئ عني من حجي؟ قال: ألست تلبي وتقف وترمي الجمار؟ قال: قلت: بلى. قال ابن عمر: سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن مثل ما سألتني عنه (٢)، فلم يجبني حتى أنزل الله تعالى هذه الآية: {لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ} (٣)، فقال لهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أنتم حجاج" (٤).

محمد عن أبي يوسف عن الأعمش عن مسلم البطين عن سعيد بن جبير عن عبد الله بن عباس قال: أتاه رجل، فقال: إني أجرت نفسي من قوم، وحططت لهم من أجرتي، أفيجزئ (٥) عني من حجي؟ قال: فقال ابن عباس: هذا من الذين قال الله -عَزَّ وَجَلَّ-: {لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ} (٦).

محمد عن مالك بن مغول عن القاسم بن صفوان قال: أكريت ابن عمر إبلاً بدنانير، فأتيته أتقاضاه، وعنده دراهم، فقال لمولاه: اذهب بها إلى السوق، فإذا قامت على ثمن فإن أرادها فأعطه إياها، وإلا فبعها وأعطه ماله. قال: وقلت: ويصلح هذا يا أبا (٧) عبدالرحمن؟ قال: وما بأس بهذا، إنك ولدت وأنت صغير (٨).


(١) ص- إلى مكة.
(٢) ص- عنه.
(٣) سورة البقرة، ٢/ ١٩٨.
(٤) مسند أحمد، ٢/ ١٥٥؛ وسنن أبي داود، المناسك، ٦؛ وتفسير الطبري، ٢/ ٢٨٢، ٢٨٥؛ والدر المنثور للسيوطي، ١/ ٥٣٥.
(٥) م: أفيجزئني.
(٦) روي عن ابن عباس - رضي الله عنه - أنه قال: كانت عُكاظ ومَجَنَّة وذو المجَاز أسواقاً في الجاهلية فتأثموا أن يتجروا في المواسم فنزلت: {لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ}، في مواسم الحج. انظر: صحيح البخاري، التفسير، سورة ٢/ ٣٤، وسنن أبي داود، المناسك، ٤؛ وتفسير الطبري، ٢/ ٢٨٢.
(٧) م ص ف: يا با.
(٨) م: صغيرة. روي نحو ذلك. انظر: السنن الكبرى للبيهقي، ٦/ ٦٥. وقال السرخسي: … إنك ولدت وأنت صغير، أي جاهل لا تَعْلَم حتى تُعَلَّم، وهكذا حال كل واحد منا، فإنه لا يَعْلَم حتى يُعَلَّم، فكأنه مازحه بهذه الكلمة وكنى بالصغر عن الجهل. انظر: المبسوط، ١٤/ ٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>