للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

تطبيق الأحكام الشرعية (١).

فالشيباني يستعمل السنَّة بمعناها الواسع المعروف عند المتقدمين والتي تشمل سنَّة النبي والصحابة والتابعين، أي الأجيال الأولى للمسلمين التي وصفها النبي بأنها خير القرون. ومعنى الفعل والتطبيق واضح في استعماله لكلمة السنَّة. وحيث استعمل السُّنَّة بمعنى القول فالمقصود به محتوى هذا القول من التطبيق ومآله الفعلي، وليس القول نفسه. هذا ما ظهر لنا من خلال دراستنا لاستعمال الشيباني لكلمة السُّنَّة. وهو مختلف قليلاً عن السُّنَّة المستعملة في العصور المتأخرة بمعنى أقوال النبي وأفعاله وتقريراته، وإن كان بين المعنيين تداخل وتقاطع.

يستعمل الشيباني كلمة "أثر" وجمعها "آثار" بمعنى الحديث المرفوع وأقوال الصحابة والتابعين (٢). فمثلاً يقول: الأثر الذي جاء عن رسول الله (٣)، الأثر الذي جاء عن ابن عباس (٤)، ويصف قول إبراهيم النخعي بأنه أثر (٥). ويكثر استعمال الشيباني لكلمة أثر/ آثار للإشارة إلى الروايات عامة. وكما هو معروف فإن للشيباني وأبي يوسف كتاباً يحمل اسم "الآثار" ويحتوي على الأحاديث والروايات عمومًا (٦). وفي بعض المواضع يستعمل كلمتي السنَّة والأثر معًا، مثلما صنع في الرواية المتعلقة بصلاة الاستسقاء (٧). وفي هذه الحال فإن الأثر يكون بمعنى الروايات القولية، والسنَّة بمعنى التطبيق العملي لمضمون هذه الأقوال.


(١) الكافي للحاكم الشهيد، ١/ ٢١٥ ظ؛ المبسوط للسرخسي، ١٦/ ٦٠.
(٢) الأصل للشيباني، ١/ ٣٦ ظ، ٧٣ ظ، ٧٩ و، ٨٣ ظ، ٨٦ ظ، ١١٨ ظ، ١٢٥ و، ٦/ ٢٠ ظ.
(٣) الأصل للشيباني، ١/ ٩ و.
(٤) الأصل للشيباني، ١/ ٦ ظ.
(٥) الأصل للشيباني، ٥/ ١٣٠ و.
(٦) انظر: الآثار لأبي يوسف، تحقيق: أبو الوفا الأفغاني، بيروت، دار الكتب العلمية، بدون تاريخ؛ الآثار لمحمد بن الحسن الشيباني، تحقيق: عبد الحي اللكنوي، لكنو، مطبعة أنوار محمدي، بدون تاريخ.
(٧) الأصل للشيباني، ١/ ٣٠ ظ.

<<  <  ج: ص:  >  >>