للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وحدثنا محمد عن (١) أبي عاصم الثقفي عن الشعبي أن رجلاً أتى عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - فقال: يا أمير المؤمنين، أجرني. فقال: مما؟ قال: من دم. فقال عمر - رضي الله عنه -: السجن. ثم قال عمر: كأنك بالطَّلَبَة قد جاؤوا (٢).

وقال أَبو حنيفة: لا أبيع مال المسجون في دين عليه وإن طال حبسه، إلا أن آخذ له دراهم (٣) فأقضيها، أو تكون عليه دراهم فآخذ له دنانير فأصرفها دراهم، أو تكون (٤) عليه دنانير فآخذ له دراهم، فأصرفها. وأما ما سوى ذلك فلا أبيعه (٥). ولا أفلّسه، لأن الرجل قد يفلس اليوم ويصيب (٦) غداً مالاً. وقال أَبو يوسف ومحمد: يبيع أموالهم في الدين. وكان ابن أبي ليلى يبيع أموالهم في الدين (٧).

عبيد الله بن عمر عن عمر بن عبد الرحمن بن دَلَاف عن (٨) أبيه أن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - خطب الناس فقال: إن أُسَيْفِع جُهَيْنَة (٩) رضي من دينه وأمانته بأن يقال (١٠): سَبَقَ الحاجَّ (١١)، فادّان مُعْرِضاً (١٢) حتى


(١) ف: بن.
(٢) أي: أن الذين في طلبك سيأتون الآن. انظر: طلبة الطلبة للنسفي، ص ١٤٢. والطلبة هم الجماعة من الناس الذين يطلبون شيئاً. انظر: لسان العرب، "طلب"، وتاج العروس، "طلب".
(٣) ز: دراهما.
(٤) ز: دراهما أو يكون.
(٥) ز: أتبعه.
(٦) ف ز: يصيب.
(٧) م ف ز: في دين.
(٨) م ف: وعن.
(٩) أسيفع تصغير أسفع: وهو عَلَم أو صفة للرجل، وأسفع أي: أسود. أما جهينة فقبيلة معروفة. انظر: المغرب، "سفع".
(١٠) م ف ز: يقول (مهملة في ف).
(١١) وذلك أنه كان يشتري الرواحل قبل الحج بثمن غال حتى يسبق الحاج. انظر مصادر الحديث الآتية.
(١٢) ادّان، أي: استدان، معرضاً، أي: غير مبال. انظر: المغرب، "سفع".

<<  <  ج: ص:  >  >>