للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الرواية في بداية بعض كتب الأصل مثل كتاب الحوالة والكفالة عن طريق السماع صراحة، حيث يقول: "سمعت محمداً … " مرارًا في أول الأبواب (١). واكتفى الرواة في كثير من كتب الأصل بالرواية بلفظ "عن محمد"، أو "قال محمد". لكن كانت الطريقة الأخرى وهي العَرْض، أي القراءة على الأستاذ، متبعة أيضاً، فكان تلاميذه يقرؤون كتب محمد بن الحسن عليه وهو يسمع (٢). وكلتا الطريقتان مقبولتان في الرواية.

ويقول في كتاب الدعوى: "كان الجواب على ما كتبتُ لك" (٣).

ويقول في كتاب الإجارات: "وجميع ما كتبنا قبل هذا فهو قياس من قول أبي حنيفة كله" (٤). وقد يستنتج من هذا أن محمد بن الحسن كان يكتب بنفسه في بعض الأحيان، ويطلب من تلاميذه الكتابة أحياناً أخرى. لكن قد يقال: إن الأمر بالكتابة تعتبر كتابة أيضاً. ومن المعلوم أن رواة كتاب الأصل المشهورين هم أبو سليمان الجوزجاني، وأبو حفص البخاري. واشتهرت الروايتان المنسوبتان إليهما بنسخة أبي سليمان ونسخة أبي حفص. وحتى أن الكتاب نفسه ينسب إلى الراوي أحياناً فيقال: مبسوط أبي سليمان الجوزجاني.

وروايات الأصل أي نُسَخُه المروية عن محمد متعددة، وأظهرها رواية أبي سليمان الجوزجاني (٥). وهناك روايات أخرى مثل رواية أبي حفص (٦) ورواية هشام بن عبيد الله الرازي (٧) ورواية محمد بن


(١) انظر مثلاً: ٧/ ١٩٦ ظ، ١٩٧ ظ، ١٩٨ ظ.
(٢) الفهرست، ٢٨٧.
(٣) انظر: ٥/ ٢١٧ و.
(٤) انظر: ٢/ ١٤٥ ظ.
(٥) كشف الظنون، ٢/ ١٥٨١. وتأتي ترجمة الجوزجاني قريبًا.
(٦) تأتي ترجمته.
(٧) وهو فقيه من أهل الرأي ومحدث مشهور أيضاً. يروي عن مالك بن أنس وغيره، ويروي عنه أبو حاتم الرازي والحسن بن عرفة وغيرهما. ووثقه ابن أبي حاتم، وقال: يحتج بحديثه. قال هشام: لقيت ألفاً وسبعمائة شيخ وأنفقت في العلم سبعمائة ألف=

<<  <  ج: ص:  >  >>